فترة ما قبل الإستعمار وظروف تعمير المنطقة:
كان أول قادم على المغرب من ذرية الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه هو المولى إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي وفاطمة الزهراء بنت الرسول عليه الصلاة والسلام، وذلك بإجماع المؤلفين الذين كتبوا عن تاريخ المغرب بعد ظهور الإسلام، وهناك بعض الوثائق والروايات تؤكد بأن بني بويلول تنتمي إلى هذا المنبع الشريف إلى فرع من فروع الأدارســــة.
إن أجداد بني بويلول قاموا برحلة طويلة قبل استقرارهم النهائي في المنطقة الحالية، حيث هاجروا من ضواحي فاس إثر الحملة الشرسة التي قام بها موسى بن أبي العافية وأتباعه ضد أبناء مولاي ادريس الثاني بعد وفاته، وازدادت محنة الأدارسة وفرغـت فاس من الأشراف، وهذه المذبحة أدخلت الرعب في صدورهم، وذلك ما حملهم على الفرار من فاس وغيرها طلباً للنجاة بأنفسهم وتفرقوا في نواحي شتي من جهات المغرب، وكان منهم من التجأ إلى القبائل البربرية بالأطلس المتوسط، كجهة بني بويلول المنطقة الجبلية الصعبة الولوج التي تقع في الشمال الشرقي لإقليم تازة المحاذية لجبل بوناصر واستقروا فيها، وهؤلاء هم أجداد بني بويلول وأضرحتهم ما زالت قائمة إلى يومنا هذا في المنطقة البويلولية.
وهذا هو مصير الشرفاء الأدارسة بعد نفوذ الطاغية موسى بن أبي العافية. وكان ذلك سبب جهلهم واختفائهم بعد طول المدة عليهم، وأنكروا حسبهم ونسبهم وشرفهم طلباً للنجاة بأنفسهم من عدوهم، وذلك ما يحملك على العجب من أمرهم وكثرة صبرهم في محنتهم، الشيء الذي يصعب تمييز الأشراف من بين البرابرة لطول مكوثهم بين أظهرهم مع إخفاء أصلهم وأنسابهم ومصاهرتهم للبرابرة خلال هذه المدة كلها، وقد تم بينهم التعايش وحصل الإندماج من خلال عمليات المصاهرة وتبادل المصالح حتى صاروا مجتمعاً واحداً يحمل نفس الأفكار المتعلقة بالمذهب الإسلامي والمعتقدات والعادات والتقاليد وغيرها.
وكان كل واحد منهم يفر بنفسه إلى مكان مجهول لا يعرفه فيه أحد وينكر اسمه ونسبه خوفاً على نفسه، ويقول أنا من بلد كذا أو من قبيلة كذا دفع بنا إلى الهجرة الفقر والحاجة، وكما تقول الرواية أيضاً بأن وفاة السلطان الإدريسي خلقت نزاعاً حول تولية الحكم فسارعت طائفة من علماء فاس إلى تنصيب ابن مشعل اليهودي سلطاناً عليهم فأمر هذا الأخير كذلك بالقضاء على الشرفاء الأدارسة، مما أدى بهم إلى مغادرة فاس وتفرقوا في أماكن مختلفة. (تاريخ الأدارسة)
النواة الأولى لقبيلة بني بويلول قدمت من الشرق العربي إلى فاس، وتنقلت في جهات مختلفة منها منطقة جبل بوناصر الصعبة الولوج، تواجدهم في هذه المنطقة الوعرة النائية فرضت عليهم آليات التنظيم السياسي والاجتماعي ومواجهة الخطر الخارجي. تنتمي بني بويلول إلى قبيلة آيت اجليداسن المنتمية إلى اتحادية قبلية أمازيغية كبيرة آيت وراين، يعد سكان هذه المنطقة الشاسعة من المغرب من القبائل القديمة البربرية التي وطنت هذه المنطقة منذ أكثر من عشرة قرون، تمتد قبائلها إلى الشمال الشرقي وبالضبط إلى حدود جبل بوناصر وقليلاً ما غرب مدينة جرسيف على ضفاف وادي مسون، ولها عادات وتقاليد وأعراف خاصة بها، وأصل كلمة آيت اجليداسن تعني أبناء ملكهم "آيت أوجْليدْنْسن"، في أرجائها تنتشر مجموعات مهمة من الشرفاء وسكان بعض القرى متحمسون في خدمتهم، يتم تعليم القرآن الكريم في المساجد مع انتشار الزوايا وطرق التصوف، تعد الطريقة التيجانية من الطرق الصوفية المتبعة ببني بويلول والقرى المجاورة لها.
الانتماء هو الاتصال المباشر مع أمر معين تختلف طبيعته بناء على الطريقة التي يتعامل فيها الفرد معه، ويعرف أيضا بأنه التمسك والثقة بعنصر من عناصر البيئة المحيطة بالأفراد، والمحافظة على الارتباط به وجدانيا وفكريا ومعنويا وواقعيا مما يدل على قوة الصلة التي تربط بين الفرد والشيء الذي ينتمي إليه.
الانتماء الديني والشرفي من العناصر الأساسية التي تمتاز بها بني بويلول، وذلك من خلال معرفتها بالمبادئ الخاصة بهِما، والحرص على تطبيقها تطبيقا صحيحا وسليما مما يعكس الصورة الإيجابية عن انتمائها، وهذا ما يدعو إليه الإسلام الذي يعتمد على احترام حقوق كافة الناس، يحرِص على تطبيق التعايش والتفاهم بين كافة مكونات المجتمع الواحد.
تتميز بني بويلول بميزة حسنة وهبها الله إياها وهي قراءة القرآن الكريم وتحفيظه وتلقينه وتعليمه، وبفضل الله تبارك وتعالى تمكن جل السكان من الذكور (و2 إناث) من حفظه واستطاعوا أن يكونوا أئمة المساجد في القرى القريبة والبعيدة عن بلدتهم، كما أن هناك نسبة لا بأس بها من الشباب الذين تمكنوا من الوظيفة العمومية والبعض الآخر التحقوا بالخدمة الوطنية (التجنيد)، تعد هذه المهمات الثلاثة من الموارد الأساسية لأغلبية السكان التي مكنتهم من تحسين وضعيتهم الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
لكن لا ننسى تضحيات الآباء والأجداد الذين قاموا بإنجاز متطلبات الحياة من دور ومزارع وغيرها، عملوا كل ما في وسعهم من أجلنا ومن أجل أبنائنا وأحفادنا ومستقبلهم، حافظوا على الهوية الثقافية والبيئة الإجتماعية المتميزة بالألفة والمحبة والتعاون، لا ننسى كذلك ما عانوه من مشقة ومتاعب في الطريق والتنقل بين القرى على البغال ومشياً على الأقدام لمسافات طويلة، والذي كان يكلفهم الكثير من العناء والتعب والإرهاق في سبيل الوصال ولقمة العيش، حيث كانوا يشقون طرقهم في تلك الأودية والهضاب المخفية بين جبال الاطلس المتوسط وخارجها (بوناصر وبويبلان) وتلالها العالية تدفعهم حاجة العيش للعمل في مناطق أخرى لتوفير بعض الحاجات الضرورية لأسرهم.
لكن لا ننسى تضحيات الآباء والأجداد الذين قاموا بإنجاز متطلبات الحياة من دور ومزارع وغيرها، عملوا كل ما في وسعهم من أجلنا ومن أجل أبنائنا وأحفادنا ومستقبلهم، حافظوا على الهوية الثقافية والبيئة الإجتماعية المتميزة بالألفة والمحبة والتعاون، لا ننسى كذلك ما عانوه من مشقة ومتاعب في الطريق والتنقل بين القرى على البغال ومشياً على الأقدام لمسافات طويلة، والذي كان يكلفهم الكثير من العناء والتعب والإرهاق في سبيل الوصال ولقمة العيش، حيث كانوا يشقون طرقهم في تلك الأودية والهضاب المخفية بين جبال الاطلس المتوسط وخارجها (بوناصر وبويبلان) وتلالها العالية تدفعهم حاجة العيش للعمل في مناطق أخرى لتوفير بعض الحاجات الضرورية لأسرهم.
تقع بني بويلول في المنطقة الجبلية الممتدة من بويبلان إلى بوناصر، إنها من القرى العميقة داخل جبال الأطلس المتوسط، تعيش عزلة كبيرة على جميع المستويات، إنها في حاجة ماسة لتنمية حقيقية تولي اهتماماً كبيراً لخصوصية المجتمع المحلي وطبيعته وتنطلق من إمكانياته الطبيعية والبشرية، أما الجانب الطبيعي فهو الآخر لا يقل أهمية عما سبق ذكره، إذ لا أحد يستطيع أن ينكر ميزة هذه المنطقة عن باقي المناطق المجاورة من ناحية ثروتها الغابوية والحيوانية وما تحتوي عليه من أماكن جغرافية وغيرها، كما أنها تتوفر على مجموعة من المؤهلات السياحية كالجبال وقممها المكسوة بالثلوج، التلال، الهضاب، الكهوف، المغارات، الأودية، والعيون المائية، إنها منطقة طبيعية بامتياز، بيئتها ملائمة للعيش، مناخها سليم ومنتوج أرضها طبيعي ومفيد للجميع.
موقعها:
بني بويلول قرية مغربية تقع في جهة الشمال الشرقي لسلسلة جبال الأطلس المتوسط بإقليم جرسيف على قدم جبل بوناصر، في الماضي كانت تابعة لإقليم تازة، يتراوح ارتفاعها عن مستوى البحر بـ1887م، تنتمي لمشيخة بني مقبل، تضم دوارين أغْرَمْ أمَقْرانْ وتَاسَشْتْ، تابعة لجماعة تامْجيلت المتكونة من بني بويلول، بني مقبل، بني اسمينت، بني بورايس، بني عبد الله، وبني بونصر تحت قيادة بركين، تزخر بتنوعها الطبيعي الجغرافي، الغابوي، النباتي، الحيواني والمائي.
حدودها:
تقع بني بويلول في سلسلة جبال الأطلس المتوسط الشمالي الشرقي، تحتل منطقة مهمة في أقصى الجنوب الغربي من قبيلة آيت اجليداسن. يحدها شرقا بني مقبل، غربا آيت لحسن، شمالا بني بورايس وجنوبا آيت حسان وأولاد علي يوسف، تحيط بمنطقتها جبال ومنحدرات يتفاوت علوها عن مستوى البحر.
في الماضي، انتشر التعصب القبلي وامتد إلى مناطق الحدود مما تسبب في خصومات ومواجهات بين القرى المجاورة حول أراضي زراعية ورعوية وغيرها، ولهذا اجتمع قديما ممثلي هذه القرى تحت سلطة المستعمر الفرنسي الذي كانت سياسته تظهر بمظهر التنظيم الاجتماعي لترسيم الحدود في الأطراف المتنازع عليها، وتقرر في هذا الاجتماع بأن المجال الترابي لبني بويلول يقع على امتداد قمم الجبال المحيطة بمنطقتها (خط مقسم المياه) إلى نقطة المركز (مقر الاقامة) ، إنها منطقة شاسعة الأطراف، هذا ما أكده وجهاء وشيوخ القبيلة.
- وقد سبق أن وقعت صراعات مع القرى المجاورة بسبب محاولة السطو على أرض بورية، التعدي على حدود المراعي أو قطع أشجار الأرز التي تعد كنزا ثمينا في المنطقة.
- كما وقعت حوادث أخرى مؤلمة في "تَايْزيرْتْ" حول أماكن الرعي التي تعتبر منطقة رعوية مشتركة لآيت اجليداسنْ، تعد تَايْزيرْتْ سهل السهوب، قاحل ومقفر، الغطاء النباتي السائد هو الرتم. إنها مصدر الصراعات بين مربي الماشية الرحل.
- كانت بني بويلول سابقا تنتمي إلى جهة مرموشة، قدر الله تبارك وتعالى أن وقع صراع عنيف بين بني بويلول التابعة لمرموشة وبني ابحر التابعة لبني وراين أودى بحياة عدد كبير من القتلى من بني ابحر، ونظرا لهذه الكارثة الانسانية إتفق الطرفان على تشكيل "تْسيبَقْتْ" منطقة حرة مستقلة وجعلوها حدا فاصلا بينهما. إنها مادة موثوقة مستقاة من رواة عايشوا الأحداث من أولها.
طبيعتها الجغرافية:
- تعد بني بويلول من المناطق القبلية.
- الإحداثيات الجغرافية: خط العرض: "38’33°33 شمال، خط الطول: "38’58°3 غرب، ارتفاع: 1887م (6191 قدم).
- الجبال:%50 (بالتقدير).
- التلال:%30 (بالتقدير).
- الهضاب:%20 (بالتقدير).
- الغطاء النباتي: %53 (بالتقدير).
- أرض غير مستوية: %90 وأرض منبسطة: %10 (بالتقدير).
- استغلاليات فلاحية: أقل من %7 منها %2 سقوية تقريباً (بالتقدير).
- مساحة أشجار الغابة: 1403 ھكتار (مصنف ضمن الملك الغابوي للدولة).
- الوضعية القانونية للأراضي: المراعي والأراضي الفلاحية : جماعية. الأراضي الغابوية: ملك الدولة.
- أنواع التربة:
- التربة المعدنية الخام من الانجراف والتربة الأقل تطورا من الانجراف.
- تربة الكالسيوم المغنيسيوم التي تتطور على الصخور الكلسية.
- تربة موضعية تتميز بنوع دبال.
- التربة الفرسالية.
غابة تامجيلت:
تحتوي غابة جماعة تامجيلت على مساحة غابوية تقدر بـ 19512 هكتار موزعة على 8 أقسام وهي كما يلي:
- بوزكارن: 5700 هكتار.
- بوزمور: 4260 هكتار.
- سيف أولوط: 3435 هكتار.
- لالة ميمونة: 2518 هكتار.
- تزيزاوت: 1554 هكتار.
- بني بويلول: 1403 هكتار.
- اتزولت: 564 هكتار.
- تيزي مقران:78 هكتار.
- أشجار الأرز: 7000هكتار تمثل نسبة مهمة تقدر بـ 36 %تقريبا.
- أشجار الصنوبر والبلوط الأخضر وأصناف أخرى ثانوية: 12512 هكتار. (مصلحة المياه والغابات 2015).
تعد الغابة إرثا طبيعيا وثقافيا لسكان هذه المناطق، إضافة إلى الوظائف التي تلعبها على المستوى الايكولوجي والاقتصادي والاجتماعي. لكن مع الأسف، عرفت الغابة استغلالا مفرطاً من قطع ونهب من طرف عصابات منظمة وخاصة منها أشجار الأرز التي تراجع وتقلص عددها بسبب هذه الأفعال التخريبية.
مناخها:
- متوسط درجة الحرارة القصوى: °27.7 درجة.
- متوسط درجة الحرارة الدنيا: ما بين °3 و°7 درجة تحت الصفر.
- متوسط هطول الأمطار السنوي: 600 ملم.
- عدد الأيام الممطرة في السنة: 70 يوم ممطر أو أكثر.
- تعد بني بويلول من المناطق الباردة جدا، مناخها قاس جدا، تمتد فترة الثلوج من أكتوبر إلى مارس، يعيش سكانها في موقع منعزل بدون مرافق حيوية، حياتهم في فصل الشتاء صعبة جدا.
- المعاناة من الثلاثي الصامت: العوز الإجتماعي، قساوة الطبيعة، العزلة وهشاشة البنية التحتية.
- (أبريد والبرد): الطريق والبرد عنصران عميقان عمقا جروج الساكنة، همهم الوحيد هو إصلاح الطريق لفك العزلة عنهم في هذه المنطقة النائية.(الطريق = أبْرِيدْ)،(البرد = أصَمِّيتْ)
- حطب تدفئة، لقمة عيش، كساء من صوف والتضامن من الضروريات التي لا بد منها للخروج بأقل الخسائر من هذه الأوقات الحرجة.
الشبكة الهيدروغرافية:
تجري مياه الأمطار في الوادي الذي يتوسط الأراضي الفلاحية ثم تتبع جريانها إلى أن تصب في سيف أولوط، تجتمع مياه هذا الأخير مع مياه سيف آيت بونصر وسيف آيت منصور لتصب في وادي زوبزيط الذي يبدأ مجراه بقرية بركين، إنه حوض كبير يستقبل مياه الأودية ليتم تصريفها عبر قناته الرئيسية إلى وادي مليلو الذي يعتبر أحد الروافد المهمة لنهر ملوية. (سيف = وادي). وادي مليلو هو أهم روافد ملوية لأنه يوفرله أكثر من %40 من مياهه المتدفقة.
خريطة الشبكة الهيدروغرافية
مجموعاتها السكنية:
تتكون قرية بني بويلول من كيانين رئيسيين (2 قصور) هما أغْرَمْ أمَقْرَانْ وتَاسَشْتْ، تضم في المجموع 84 دار سكنية، منها 50 دار بأغْرَمْ أمَقْرَانْ و34 دار بتَاسَشْتْ، يقدر عدد سكانها بـ 947 نسمة حسب الإحصاء الرسمي للسكان والسكنى لسنة 2004م، تنحدر جذور كل أسرة في نسيج المجتمع البويلولي عبر ثـلاث مستـويات: دار- سلالة عرقية - قبيلة. دار واحدة وسلالة عرقية واحدة التي تحتوي على عدد من الدور الأسرية يجمعهم الانتساب إلى جد واحد.
تتألف قبيلة بني بويلول من عشرة سلالات عرقية، وإليها ينتمي جميع المنحدرين من جد واحد أو أصل واحد وأسماؤها هم: آيت الصديق، آيت بوزيان أوحدو، آيت بوزيان أوعمر، آيت العياشي، آيت يعقوب، آيت موسى، آيت عبد الخالق، آيت عبد السلام، آيت بورمضان وآيت بن زرياح، البعض من ساكنة أغْرَمْ أمَقْرَانْ اتخذ له مسكناً ثانوياً بالجبل في إحدى النقط الصغيرة المسماة سَاسُولْ وتِدْمَامينْ. الارتباط بين أفراد القبيلة تسوده علاقات إجتماعية مبنية على التضامن والصبر والتسامح، يعيشون في بيئة بسيطة من الهدوء والاستقرار تشوبها أتعاب ومشقات لا حصر لها،
أماكنها الإدارية:
بني بويلول تابعة إدارياً إلى:
- الجماعة القروية تامجيلت، مقرها بقرية بني بورايس والتي تبعد عنها بـ 15 كلم تقريباً.
- قيادة بركين، مقرها ببركين والتي تبعد عنها بـ 50 كلم تقريباً.
- دائرة وعمالة جرسيف، مقرهما بمدينة جرسيف والتي تبعد عنها بـ 150 كلم تقريباً.
شبكة الطرق المحلية:
- طريق إقليمية رقم 5125 التي تربط بني بويلول وتامجيلت على مسافة 16 كلم غير معبدة.
- طريق إقليمية رقم 5125 الرابطة بين بني بويلول وأولاد علي يوسف غير مفتوحة في المقطع الأول الذي يربطها بدوار تيميتار (قبيلة بني حسان) على طول 10 كلم، أما المقطع الثاني الذي يربط بين دوار تيميتار ومركز أولاد علي يوسف على طول 10 كلم فهو مفتوح أمام حركة المرور لكنه غير معبد. وعندما يتم تهييئ الطريق وفتحها في المقطع الأول الذي يربطها بدوار تيميتار ستصبح من أهم الطرق المعتمدة في المنطقة للحد من العزلة وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع.
- تربط الطريق الإقليمية رقم 5125 بالطريق الجهوية رقم 502 في المقطع الرابط بين ألميس مرموشة وأوطاط الحاج. يعد أوطاط الحاج المركز الحضري الوحيد الذي يوجد بالقرب من منطقتهم حيث تتمركز فيه جميع الخدمات.
- تعد الطريق الإقليمية رقم 5125 المنفذ الوحيد للولوج إلى شمال وجنوب المنطقة البويلولية للسفر والتسوق ولأغراض إدارية.
فلاحتها:
تقع قرية بني بويلول على وادي يمدها بمياه السقي والشرب منبعه «عينْ أوجْميرْ» «بإيمي انْتَاغَشْتْ» و «عينْ آيْتْ وَادَا» «بأسَشْلو» الذي يوجد أسفل دوار تاسَشْتْ وبعض العيون الأخرى الثانوية بالجبال، تتميز بني بويلول بإمكانيات الري المهمة القريبة (الوادي، العيون)، نمط الري المعتمد فيها هو السقي السطحي التقليدي بالساقية (تارْجا). الأراضي المسقية تمثل نسبة ضعيفة من مجموع الأراضي الصالحة للزراعة. تجري مياه الوادي بين الأراضي الفلاحية وخاصة بكثرة وقت سقوط الأمطار وذوبان الثلوج، ثم تتبع جريانها إلى ٲن تصب في سيف أولوط (سيفْ أمَقرَانْ)، تجتمع مياه هذا الأخير مع مياه وادي آيت بونصر و وادي آيت منصور لتصب مياهها في وادي زوبزيط، الذي يصب بدوره في وادي مليلو أحد الروافد المهمة لنهر ملوية.
يعيش سكانها من مورد ين أساسيين:
1- زراعة الحبوب:
يتركز اقتصاد المناطق الريفية على الأنشطة الفلاحية. زراعة الحبوب وتربية المواشي هي الأنشطة الرئيسية في الفلاحة، يخضعان لرعاية مستمرة، تعد الأراضي المستغلة أراضي جماعية يديرها أرباب الأسر، تتكون من المراعي والأراضي الفلاحية، حيازة الأراضي الفلاحية والثروة الحيوانية هي علامة على غناء مالكهما، الأدوات الأساسية المستعملة في الزراعة قليلة جدا وهي عبارة عن محراث خشبي، مجرفة (ألجون) ومنجل، المحراث الخشبي غير فعال متعب وشاق، حرثه ضعيف وغير عميق، يتم الحرث بعد عملية البذر، البذور المستعملة محلية رديئة وسيئة، معدل الإنبات منخفض مع المراحل التي تليها ضعيفة أيضا، السماد الطبيعي غير كاف مع غياب الأسمدة المعدنية، التربة فقيرة في المواد العضوية ، يرجع هذا الخصاص إلى عدم الاستقرار الهيكلي لمعظم التربة تحت تأثير الجريان السطحي لمياه الأمطار وذوبان الثلوج، الأراضي الجبلية المنحدرة قليلة الخصوبة، لأنها كثيرا ما تخسر المواد المعدنية والعضوية بفعل مجرى المياه السطحية، إضافة إلى انجراف التربة، ولهذا السبب يستحسن استبدال الحبوب بأشجار مثمرة ملائمة لمناخ المنطقة. فقر التربة معمم إلى حد ما في المواد الآزوتية وحمض الفوسفوريك وعناصر أخرى معدنية، إضافة إلى الظروف القاسية التي فرضتها جغرافية المنطقة، قسوة المناخ وعوامل التعرية ينجم عنها عدد معين من الخصائص غير مواتية للتربة والزراعات المستعملة، تحد من النشاط البيولوجي، تقنيات الزراعة أقل ملاءمة مثل الحرث في اتجاه المنحدر، انخفاض في عمق التربة داخل الأراضي يشكل عقبة أمام التنمية الفلاحية، الممارسات الزراعية ضعيفة وقليلة مقارنة مع المناطق المعتدلة، غياب الدورة الزراعية وعدم احترام التناوب الزراعي، الدورة الزراعية تهيمن عليها زراعة الحبوب، الأرض تبقى مستريحة خلال فصل الشتاء بدون تدخل فلاحي، كمية وجودة المحاصيل ضعيفة، مستوى الإنتاج منخفض، يتراوح معدله من 5 إلى 9 قنطار في الهكتار، أي 4 إلى 7,5 إساشان في الهكتار، (ساشو=التليس=120 كلغ)، يرتكز إنتاج الحبوب على التقنيات الفلاحية المستعملة، نوع التربة، التساقطات المطرية ومساحة الأراضي المزروعة، كل فلاح قروي يستغل أرضه مباشرة سواء بمفرده أو بمساعدة أفراد أسرته، تلعب البغال دورا مهما في عمليات الجر والحمل والنقل والركوب، إنها طريقة تقليدية التي ورثوها أبا عن جد وتعودوا عليها في استغلال أراضيهم الفلاحية.
عملية الحصاد لها أهمية كبيرة لأنها تمثل ثمرة جهد موسم كامل من الانتظار والترقب من الفلاح المزارع ومربي الماشية على حد سواء، يتم الحصاد اليدوي عادة بطريقتين:
- الحصاد اليدوي بآلة المنجل إذا كانت سيقان المحاصيل طويلة وسهلة للقطع.
- الحصاد اليدوي بالقلع باليد إذا كانت سيقان المحاصيل قصيرة. (إنها عملية شائعة في المنطقة البويلولية، تسمى هذه النبتات القصيرة باللهجة المحلية "بوزوبع")، إنها زراعة أسرية في الحيازات الصغيرة.
يتم إنتاج حبوب الشعير والقمح والذرة مرة واحدة في السنة، وكان استخدامها على مدار السنة، ومن هنا تأتي الحاجة إلى الحفاظ عليها، يتم تخزينها في أكياس موضوعة في غرف على الأرض أو في مستودعات متوسطة الحجم مصنوعة من خشب الأرز داخل البيوت تسمى (تِخوزان مفرد: تخْزانت).
سكان القرى الجبلية لم يستسلموا للظروف القاسية التي يعانون منها، لا يثقون ولا يرتاحون لمدخراتهم المعيشية، بل تعودوا دائما على أخذ الحيطة والحذر، لأنهم واجهوا في الماضي (حقبة الإستعمار وغيرها) عدة أزمات قاسية من فقر ومجاعة وحرب وحرق للمواشي والمحاصيل الزراعية والحصار، إضافة إلى عوامل طبيعية أرهقتهم وزادت من بؤسهم مثل العواصف الرعدية والثلجية وغيرها. لذا تعودوا على تخزين الحبوب التي تعد المورد الأساسي المعتمد عليه في كل موسم فلاحي. يستعملونها بكل دقة وعناية لمواجهة كل الطوارئ المحتملة.
تنقل الحبوب بعد عملية الدرس والتذرية في البيدر(أنرار) عادة في أكياس(إساشان) على ظهر البغال إلى المنازل، وبعد تنقيتها تصبح جاهزة للطحن. هناك نوعان من المطاحن، طاحونة يدوية وطاحونة مائية، تحتوي القرية على سبع طواحين مائية مثبتة على مجرى مائي، إضافة إلى احتواء كل منزل على طاحونة يدوية من نفس النوع التي تعمل في القرى المجاورة، فهي غير محمولة، مثبتة على الأرض في مكان قريب من المطبخ لطحن الحبوب (إيزيض إيمندي).
تنقسم عملية تحضير حبوب الشعير والقمح (تيمزين، إيردن) إلى مرحلتين رئيسيتين:
تبدأ المرحلة الأولى بعملية الدرس تليها أعمال التنظيف، الفرز، التذرية، الطحن، الغربلة وتنتهي بالدقيق غير الناعم الجاهز للعجن. تبدأ
المرحلة الثانية في وقت الاستهلاك التي تجمع عمليات العجن، التخمير، التشكيل والطهي لتحضير أنواع المأكولات حسب الاحتياجات اليومية لكل أسرة. الحبوب هي أساس النظام الغذائي لسكان القرى الجبلية، إنها تشكل الجزء الأكبر من الوجبات اليومية كالكسكس بالمرق أو اللبن، الخبز مع الزبدة المذابة، الشاي أو طاجين بالخضر وغيرها، خبز الشعير هو الأكثر شيوعًا في المناطق الجبلية.
تعتمد بني بويلول على هذه الزراعة التقليدية المعيشية التي يقومون بها في كل موسم فلاحي وخاصة في الأراضي البورية بالمنطقة الجبلية (إحَرُّوقَنْ)، يتسم القطاع الفلاحي في المنطقة السقوية (لَوْلَجْتْ) بمحدوديته ومجاله الزراعي الضيق، الشيء الذي أدى إلى انتشار صغر حجم الاستغلاليات، وفي المجمل نجد أن الزراعة الجبلية هي العمل السائد والمصدر الرئيسي للأغذية في المناطق الجبلية كبني بويلول، إنها زراعات معاشية كزراعة الحبوب التي لا تكاد تغطي حتى الحاجيات الأساسية لأسرهم، وهذا طبعاً بفعل مناخ المنطقة المتصف بالبرودة القاسية الذي له تأثير كبير على القطاع الفلاحي، يتجلى ذلك في تأخير جميع مراحل الدورة الطبيعية المتعلقة بالبذر والنمو والنضج لمختلف الزراعات المستعملة، يُؤثر على التربة والنبات والماء والعديد من الأنشطة البشرية والحيوانية التي يحد من فاعليتها، إنها هيمنة الطبيعة على كل شيء.
لكن رغم المعاناة من الطبيعة القاسية فإن جل سكان بني بويلول قد تمكنوا من تحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية بفضل الموارد الخارجية، ولاسيما رواتب فقهاء المساجد، الوظيفة العمومية وممارسة التجارة والفلاحة وبعض المهن الاخرى كالنجارة وغيرها في الأماكن التي انتقلوا إليها ليعيشوا في جو من الأمن والاستقرار.
هذه هي أرضنا = تمورت، كل شيء فيها يمتاز بالبساطة، أرضها، سكانها، فلاحتها، بيئتها، لم تبخل علينا في شيء، أعطتنا كل ما لديها، تجود علينا بخيراتها البسيطة الطبيعية النقية، يعيش أهلها في جو من السكون والهدوء والإستقرار مع التعاون والرضا والقناعة والعفوية.
لكن رغم المعاناة من الطبيعة القاسية فإن جل سكان بني بويلول قد تمكنوا من تحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية بفضل الموارد الخارجية، ولاسيما رواتب فقهاء المساجد، الوظيفة العمومية وممارسة التجارة والفلاحة وبعض المهن الاخرى كالنجارة وغيرها في الأماكن التي انتقلوا إليها ليعيشوا في جو من الأمن والاستقرار.
هذه هي أرضنا = تمورت، كل شيء فيها يمتاز بالبساطة، أرضها، سكانها، فلاحتها، بيئتها، لم تبخل علينا في شيء، أعطتنا كل ما لديها، تجود علينا بخيراتها البسيطة الطبيعية النقية، يعيش أهلها في جو من السكون والهدوء والإستقرار مع التعاون والرضا والقناعة والعفوية.
2- تربية المواشي:
تعتبر المراعي جزءا مهما من المساحة العامة التي تعزز تطوير تربية الأغنام والماعز، تعتمد الساكنة في نشاطها اليومي على تربية المواشي، إذ لا تكاد تخلو أية عائلة من رؤوس أغنام، يرتكز هذا القطاع على أسلوب الرعي في تربيتها وخاصة منها الأغنام التي تدخل في نظام الترحال الموسمي إلى الأراضي المنخفضة ببن الهضاب العليا لملوية شتاءً طلباً للكلأ والعودة بها إلى الجبل وقت خروج فصل الشتاء، أما الماعز والدواب تظل طيلة مدة تساقط الثلوج حبيسة الحظائر(الزّيوَشْتْ)، تقتات من أعلاف جافة وهي التبن ونباتات الذرة بدون أكواز (ألومْ وَتِفَلوشينْ إيغَلْ) التي تم خزنها في بيت خاص يسمى (أنْوَالْ)، إضافة إلى فروع صغيرة ممتلئة من أوراق شجرة البلوط الأخضر(أدَرْنْ) التي يتم جلبها من الغابة، إنها عملية شاقة تتطلب جهداً كبيراً يقوم بها شجعان القرية (إعَرّيمَنْ)، يخرجون من بيوتهم إلى الغابة لقطعها وحملها مشياً فوق أكوام الثلوج المتراكمة، كما يتم الرعي على بقايا زراعة الحبوب بعد الحصاد (لحْصيدا). تخضع الأبقار من جهة والبغال والحمير من جهة أخرى لنظام خاص للرعي وهو ما يسمى (تْوالا)، تشارك فيه عدد من الأسر حسب حجم القطيع وبالتناوب، تقوم كل أسرة بتعيين أحد أفرادها للقيام بهذه المهمة الجماعية، لكن هذه الطريقة قد اختفت كباقي العادات الأخرى بسبب الهجرة.
تنظيماتها المهنية:
- تعاونية الخشب:1
- تعاونيات فلاحية لتربية النحل وتسويق العسل: 5
- جمعية التنمية والمصالح الإجتماعية:1
الهجرة:
تعاني بني بويلول من معضلة الهجرة بسبب ظروف غير ملائمة للعيش والإستقرار وهي كما يلي:
- ضعف البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية.
- مشكل العزلة.
- انعدام دخل الفرد وفرص الشغل.
- صغر حجم الأراضي الزراعية وخاصة منها السقوية (منتوج ضعيف لا يلبي حاجيات الأسر).
- غياب الدعم الفلاحي.
- غياب المكننة.
- عمق التربة الهيكلية ضعيف (كمية وجودة منتوجها ضعيف جدا).
- غياب وسائل الإنتاج وضعف في الممارسات الزراعية.
- تدني مستوى المنتوج وتنوعه قليل.
- الفقر وتدهور الموارد الطبيعية.
- الفقر والبطالة تبقى جد متفشية، وهو السبب الذي يدفع سكان القرية الى الهجرة بحثا عن العمل والعيش في الأماكن الحضرية.
- ضعف التنظيم وغياب التأطير.
- غياب التعليم.
- غياب الجمعيات المهنية وتعاونيات الإنتاج.
- غياب وسائل النقل والاتصال.
- وعورة تضاريس المنطقة وقساوة مناخها.
- انجراف التربة (الأمطار، والفيضانات وذوبان الثلوج).
- الوادي مزود بماء العيون طول السنة، وغالبا ما يدمر مجراه بسبب فيضان الأمطار الغزيرة التي تهطل من حين لآخر في أعالي الجبال، كما يتم تدمير بعض الأراضي الفلاحية التي يكتسحها.
- غياب دور الأطراف المعنية على المستوى المحلي والجهوي في تطوير المنطقة.
- غياب الإستثمارات.
- صعوبة العيش في نظام بيئي هش.
- غياب سياسة عمومية موجهة لتنمية المناطق الجبلية.
- غياب دور صندوق التنمية القروية والمناطق الجبلية.
- غياب الحوار والتواصل والمساءلة (الدمقراطية التشاركية).
ونظرا لهذه الأسباب القاهرة، تفشت ظاهرة الهجرة القروية نحو التجمعات الحضرية وشبه الحضرية، لأن أهل القرية يعيشون في بيئة قاسية، إضافة إلى منتوج فلاحي ضعيف الذي لا يلبي حاجيات سكانها، مما جعل الأسر تلجأ إلى أماكن أخرى لممارسة أنشطة غير فلاحية للتغلب على هذه الاختلالات، ومن أهم هذه الأنشطة تم فتح دكاكين للبيع والشراء، مهنة النجارة، صيانة آلات ميكانيكية، خياطة، مقاهي، فقهاء المساجد وغيرها.
تداعيات الهجرة وآثارها السلبية على القرية:
كم كنت مشتاقا إلى زيارة بني بويلول بعد غياب طويل تجاوز ثلاثة عقود من الزمن، مشتاقا إليها أولا لرؤية أرضي الحبيبة التي آوتني واحتضنت ذكرياتي الجميلة، ثانيا لصلة الرحم مع من بقي هناك من أحبابي وأهل قريتي بصفة عامة، لكن مع الأسف خلال زيارتي إليها بتاريخ 17-09-2016 انقلب شوقي وفرحي إلى حزن واستغراب على ما شاهدته من أحداث مؤلمة، وجدت كل شيء فيها قد تغير واختلف، ومع شديد الأسف تغير إلى أسوأ الأحوال، لقد فقدت القرية مكانتها وقيمتها التي كانت عليها أيام عزها ونشاطها، تلاعبت بها أحداث الزمن، الهجرة أدت إلى تراجع وانخفاض كبير لمختلف الأنشطة المزاولة فيها، أدت إلى إغلاق المدارس والكتاتيب القرآنية، اختفت جل الأنشطة بسبب اختفاء ممارسيها، ذهبت إلى مسجدها الكبير الذي كانت الجماعة تجتمع فيه للصلاة وتلاوة القرآن الكريم، يحلون في حرمه جميع مشاكلهم وكلهم على رأي واحد، وجدته خالي من الجماعة، زقاق مسجدها الذي يعد أحد المنافذ لمرور الساكنة والمواشي إلى داخل القرية وخارجها خالي من المارة، تذكرت المواشي التي كانت تخرج بالمئات إلى المراعي وتعود مساء إلى القرية مع الرعاة أصبحت في زمن كان، اختفت الدواجن والمواشي التي كانت ترعى في الحقول القريبة، اختفى جل سكان القرية، حيث تركها معظم أهلها مع أطفالهم وشيوخهم ومواشيهم الذين غادروها هربا من قسوة الطبيعة وانعدام الخدمات الأساسية.
هكذا نجد بني بويلول قرية مرمية في غياهب النسيان مع التهميش والعزلة والأوضاع السيئة، لا تجمعات بداخلها تذكر ولا أصوات تسمع، يسود فيها السكون والهدوء، وجدتها شبه مهجورة، وخاصة دوار أغرم أمقران الذي وجدته فارغ من سكانه ما عدا قليل منهم أصبحوا يعدون على الأصابع، الشيء الذي حيرني وأقلق بالي، أشعر بالوحدة والحسرة كأنني في مكان مجهول، منهم من هجرها إلى أماكن أخرى للعيش والاستقرار، ومنهم من رحل إلى دار البقاء، أصبحت القرية موحشة، لقد تهدمت بعض منازلها وانهارت أسقفها، انجرفت ربع مزارعها وإن لم أقل ثلثها، لم يبقى أثر للطرق والممرات سواء داخلها أو خارجها بسبب غياب الأقدام التي خططتها وسطرتها،غابتها التي كانت مليئة بأشجار مختلفة كسجادة خضراء تعرضت لأعمال تخريبية، الشيء الذي أدى إلى انخفاض التنوع البيولوجي مع تراجع كبير في سقوط الثلوج وهطول الأمطار بأقل نسبة من سابق عهدها.
ذهبت إلى منزلنا لأتفقد أحواله ومعاينة الأضرار التي لحقت به، بدأت أبحث عما تبقى منه ولم أجد إلا الجدران الطينية البالية، لم أجد إلا الوحشة تؤرقني، وجدته قد تآكلت جدرانه بفعل عوامل الطبيعة والإهمال، تساقط سقفه وأخشابه، نهبت محتوياته، تأسفت كثيرا على فقداننا لأشياء ثمينة التي تعد من التراث الذي لا يستغنى عنه، منها قطع معدنية وأواني ووثائق قديمة قد تحمل في طياتها معلومات مهمة عن تاريخ العائلة والقرية أهملناها وخسرناها، هذا هو طبعنا نحن لا نكترث ولا نبالي حتى يفوت الأوان، لا نعير أي اهتمام لهذه الأشياء القيمة، كان من الواجب علينا جمعها في وقتها والاحتفاظ بها، وهذا هو حال جيراننا أيضا، أصبح كل شيء مشوه ومتناثر، تلاعبت به أحداث الزمن والأيادي المخفية، أحس بالغربة في قريتي التي أصبحت غريبة مثلي كأنني لا أنتمي إليها، ما أغرب هذه الدنيا، كيف تغير حال الناس والزمان والمكان، انقلب فرحي إلى حزن، تأثر قلبي واستغربت كثيرا على ما شاهدته من متغيرات، لقد تبدل كل شيء، كيف كانت القرية في الأمس القريب وكيف أصبحت؟، إنها ضريبة الهجرة واللامبالاة، إنها ضريبة الإستغناء الجماعي.
لماذا هذه الهجرة؟، دائما ما أطرح هذا السؤال على نفسي وأقول لماذا هذه الهجرة بغض النظر عن أسبابها؟. هل هذه الهجرة اختيار أم إكراه؟، ومن يدفع الثمن؟. أعود قليلا إلى الوراء لأستحضر الأسباب وأقول: إنها دوافع شخصية تدفعهم وتكرههم على الهجرة بحثا عن العمل ومكان ملائم للإستقرار والعيش الكريم. حيث وجدوا أنفسهم مضطرين غير مختارين بسبب البطالة والفقر وعوامل الطبيعة وانعدام الخدمات الاجتماعية وعدم توفير إنتاج ما يكفي لإعالة أسرهم. أقف هنا لحظة التأمل وعدة أسئلة تجول في خاطري وأقول: أليست هذه الأرض التي عاش عليها آباؤنا وأجدادنا؟، أليست هذه الأرض التي تجود علينا بخيراتها الطبيعية من هواء نقي ومياه عذبة ونباتات طبيعية صحية خالية من مواد كيماوية؟، أليست... ؟. الأسئلة كثيرة والأجوبة مختلفة، أقول قولي: أحب قريتي كثيرا وعشقت ترابها لأنها بمثابة أمي التي ولدتني وربتني، لم أشعر يوما بالكره تجاهها رغم ما كنت أعانيه من قسوة طبيعتها، ما أطيب العيش في قريتي بما تحمله الكلمة من معنى، لا ننسى جمال جغرافيتها الخلابة وبيئتها الطبيعية الحسنة، لا ننسى كذلك بساطتها وبساطة أهلها الطيبون، يعملون كل ما في وسعهم لكسب قوت عيشهم، متحابين ومتآزرين ومتعاونين فيما بينهم، محافظين على تقاليدهم وعاداتهم، متمسكين بمعتقداتهم الاجتماعية والدينية.
قد تجعلنا ظروف الحياة أن نغادر قريتنا التي ولدنا وترعرعنا فيها نحو أماكن أخرى، لكن بدون إهمالها ونسيانها، لأن مجالها الترابي مهدد من جميع الجهات، المسؤولية ملقاة على عاتقنا جميعا، يجب المحافظة على دورها ومجالها الترابي لتسترجع القرية مكانتها التي كانت عليها في عهدها القديم أيام عزها ونشاطها، يجب العناية بها لتكون جاهزة للمأوى والإستقرار وملاذاً للأجيال المقبلة من آفة الزمان ومستجداته. لا ننسى حدودها التي رسمها آباؤنا وأجدادنا، ودافعوا عليها محليا وإقليميا، ورعوها حق رعايتها، وحافظوا عليها من أجلنا لنعيش حياة هادئة في استقرار وأمن واطمئنان.
قد تجعلنا ظروف الحياة أن نغادر قريتنا التي ولدنا وترعرعنا فيها نحو أماكن أخرى، لكن بدون إهمالها ونسيانها، لأن مجالها الترابي مهدد من جميع الجهات، المسؤولية ملقاة على عاتقنا جميعا، يجب المحافظة على دورها ومجالها الترابي لتسترجع القرية مكانتها التي كانت عليها في عهدها القديم أيام عزها ونشاطها، يجب العناية بها لتكون جاهزة للمأوى والإستقرار وملاذاً للأجيال المقبلة من آفة الزمان ومستجداته. لا ننسى حدودها التي رسمها آباؤنا وأجدادنا، ودافعوا عليها محليا وإقليميا، ورعوها حق رعايتها، وحافظوا عليها من أجلنا لنعيش حياة هادئة في استقرار وأمن واطمئنان.
رغم هذه الظروف القاسية التي تعاني منها بني بويلول، فنحن دائماً في الحنين إلى بيوت أجدادنا وآبائنا القديمة التي هي منبعنا الأصلي، إنه المكان الذي تربينا وترعرعنا فيه منذ نعومة أظافرنا، إنها الأرض التي كنا نستمتع بخيراتها الطبيعية، كيف لي أن أنسى تلك الأيام الجميلة التي قضيتها على أرضها الطيبة التي احتضنت طفولتي بحلوها ومرها، عشقت ترابها وهوائها منذ طفولتي، كم مشيت حافياً على أرضها وسالت قدماي دماً من جروح أحجارها وأشواك نباتاتها، إنه عربون محبتي، كنت صغيرا كالعصفور أتنقل بفرحة من مكان إلى مكان للتنزه والبحث عن أعشاش الطيور واصطيادها (زرفا، عيشا، بزنين،...)، وكم صعدت فوق كدية أمزاز للتزحلق، وكم من مرة ذهبت إلى حقول الذرة لقطفها وشوائها على الجمر قرب مياه العيون، ما أجمل الطفولة التي قضيتها بين دورها المبنية بالطين، كيف لي أن أنساها، إنها الأرض التي تعلمت فيها القرآن الكريم ومبادئ الدين والأخلاق الحميدة، أهلها طيبون يقضون حياتهم في العمل الجاد مع التآزر والتعاون فيما بينهم، كان شبابها ورجالها مفعمين قوة ونشاطا ورجولة وشهامة وثقة، أتذكر الكلمة الصادقة (انتهلات، جيت إريازن، جيت إعريمن) أي كونوا رجالا شجعانا مخلصين ومتحدين على كلمة سواء في جميع الإتفاقيات والمشاورات المتعلقة بمصالح القرية داخل منطقة نفوذها وخارجها، وخاصة الدفاع عن حدود ترابها من المتسللين من القرى المجاورة، يتميزون بالثوابت الدينية والأخلاقية والثقة والتسامح، يتلون القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار، يسود الإحترام والوقار بين الكبار والصغار إناثاً وذكوراً أينما حلوا وارتحلوا، كلمة المخاطبة: "سِيدي - لَلاّ". لكن مع الأسف، أصبح كل شيء في العدم، يا لها من مفارقة!.
وأخيراً أقول إن بني بويلول قرية غالية على قلوبنا بأرضها الطيبة وطبيعتها الخلابة، سكانها المتميزون بروح المحبة والإخلاص والتآزر والبساطة، أقول من لا يبالي ولا يعتز بمسقط رأسه وبني بويلول قرية آبائه وأجداده فهو خارج عن السرب ومع الأسف لا أصل له ولا فصل، أسال الله أن يصلح قلوبنا وأحوالنا وأن يهدينا جميعاً لصالح الأعمال والأقوال، وأن يوحد كلمتنا على مهمة الإصلاح والتعمير آمين.
عناصر أساسية لتنميتها:
تعد بني بويلول من الأرياف العميقة التي تفتقر إلى عدة عناصر أساسية لتنميتها وهي كما يلي:
- تبليط أو تعبيد الطريق الإقليمية رقم 5125 التي تربط بين تامجيلت وبني بويلول على مسافة 16 كلم، ومن الضروري شق الطريق وفتحها في المقطع الذي يربط بين بني بويلول ودوار تيميتار (قبيلة بني حسان) لتسهيل حركة الأشخاص والبضائع إلى أولاد علي يوسف، إنه المقطع الوحيد الذي ما زال معلقا لحد الآن دون أي تدخل من الجهات المعنية بالأمر.
- توفير البنيات والمرافق الضرورية لأجل عيش كريم وحياة سليمة ومستقرة.
- تطوير القطاع الفلاحي لتنوبع المنتوج الزراعي.
- تشجيع الأنشطة المحلية المدرة للدخل القار.
- تحسين الظروف المعيشية وسبل العيش للسكان.
- الإستجابة للحاجيات الضرورية للساكنة بصفة عامة.
- التدبير التنموي لمجالها الترابي والجبلي والحفاظ على التنوع البيولوجي.
- التدبير الإستراتيجي لتحقيق تنمية مستدامة مع تنمية وتطوير منتجاتها المحلية.
- تنمية قطاع الأشجار المثمرة الملائمة لمناخ المنطقة.
- التشجيع على الصناعة التقليدية.
- التشجيع على إحداث تنظيمات مهنية أخرى لتوفير فرص الشغل.
- تزويد التعاونيات بالوسائل الضرورية لتربية النحل ومستلزمات التلفيف والتعليب لتحسين طرق الإنتاج والتسويق.
- التأطير والتكوين لأبناء القرية.
- خلق فرص للسياحة الجبلية.
- التخفيف من حدة تدهور الأراضي المسقية من خلال إجراءات ميدانية ضد التآكل والإنجراف.(إصلاح مجرى الوادي والعمل على تشجير ضفتيه).
- المحافظة على الثروات الأرضية والمائية بإنجاز التجهيزات الحائلة دون الانجراف بتثبيت مجري الوادي وضفتيه بواسطة حواجز حجرية وترابية وأغراس مختلفة كالصفصاف وغيره.
- الأراضي الجبلية المنحدرة قليلة الخصوبة، يستحسن استبدال الحبوب بأشجار مثمرة ملائمة لمناخ المنطقة.
- المحافظة على الإرث الغابوي.
المصالح المنجزة:
- تزويد القرية بالطاقة الكهربائية.
- تزويد القرية بمياه الشرب عبر أنابيب بلاستيكية من العيون المجاورة.
- بناء خزان عالي لمياه الشرب في أغرم أمقران بعَمْروسْ.
- مدرسة ابتدائية (بناية شبه مهجورة).
- مستوصف طبي (بناية شبه مهجورة).
- توسيع الطريق الإقليمية رقم 5125 المؤدية إلى بني بورايس دون تعبيدها. (مسافة 16 كلم)
- شراء جرار فلاحي ولوازمه.
- شراء آلة الدرس ثابتة.
تستعمل هذه الآلات الفلاحية بصيغة جماعية حسب الإحتياج وسهولة الولوج إلى الأراضي الفلاحية. أحيانا يقع الإختلاف حول استعمال هذه الآلات وتتعطل بسببه المصالح الإجتماعية.
رغم هذه المنجزات المتواضعة التي لا تمثل إلا نسبة قليلة من متطلبات الساكنة، ما زالت بني بويلول تعيش في عالم متأخر تفتقر فيه إلى كثير من الوسائل الاجتماعية والإقتصادية وغيرها.
اقتصاد بني بويلول والحياة المعيشية:
يتسم هذا القطاع في بني بويلول بمحدوديته كباقي المناطق الجبلية، لأن مجالها الزراعي ضيق بسبب طبيعة تضاريسها الجغرافية، يتبين مـن خـلال ذلك انتشـار الملكيـات الصغيرة للأراضي الفلاحية السقوية، وهذه المساحات الفلاحية الصغيرة بأعالي الجبال كمنطقة بني بويلول لا ترقى إلى مستوى وحدة إقتصادية، إنها فلاحة معيشية أسرية مردودها ضعيف فرضتها عليهم ظروف المنطقة.
منطقة بني بويلول منطقة جبلية تعرف تساقطات ثلجية ومطرية مهمة، تكثر فيها السيول والجداول في فصل الشتاء، يتوسط أراضيها المسقية الوادي الذي تجري فيه مياه بعض العيون طول السنة وخاصة منها عين أوجْمير وعين آيْت وادا التي تزود سكان القرية بمياه السقي والشرب، توجد على ضفتي هذا الوادي عدة قطع فلاحية مسقية بعضها تحتوي على قليل من أشجار مثمرة التي لا تلبي الحاجات الذاتية للساكنة إضافة إلى ما تنتجه الأراضي البورية من القمح والشعير، كما استغل الفلاح بعض المنحدرات التي خفضها وسواها بأعماله اليدوية حتى صارت قطعاً صغيرة فلاحية تسمى «تِجْمُونينْ اْنتْمُوسَاغ»، يقوم باستغلالها للحد من انجراف التربة، هكذا وفر الفلاح البويلولي لأسرته بعض الضروريات من الحبوب والخضراوات وأحياناً بعض الفواكه من برقوق وغيره، وكما يقال: إن البويلولي إنسان نشيط، ديناميكي مفعم بالحيوية، يعمل ولا يعرف الكلل، قد يتمكن من انتزاع عشائه ولو من الحجر. «أدِكَسْ أمَنْسينَسْ ازْﯖمْري».
أما فيما يخص الأراضي البورية فهي غير مستوية، تتشكل من تلال وهضاب ومنحدرات، تجعل القطع الزراعية المسماة «إحَرّوقَنْ» بالمنطقة البورية الجبلية تتسم بالصغر بفعل عوامل الطبيعة، إضافة إلى عملية التشجير والممرات الطرقية التي تقوم بها من حين لآخر مصلحة المياه والغابات، وهذا كله بسبب الهجرة والغياب والإهمال وعدم الإستغلال، تستعمل هذه الأراضي في زراعة الشعير والقمح، يعتبر التفاح أحد المنتجات الشجرية بعد البرقوق الذي أعطى إنتاجاً وجودة حسنة بعدما تم تجربته في منطقة تدْمامينْ وساسولْ، الشيء الذي شجع أبناء القرية على القيام بتشجير أراضيهم الفلاحية التي تقع على ضفتي الوادي، تعتمد بني بويلول وباقي القرى المجاورة على الزّراعة المعيشيّة، يقومون من حين لآخر بزراعة قليل من الخضر نظراً لمناخ المنطقة الغير المستقر وبعدهم عن نقط البيع والشراء (أسواق)، وأحياناً عندما تقتضي الضرورة يتم اللجوء الى بيع بعض رؤوس الأغنام والمعز لتلبية بعض الحاجات المهمة لأسرهم.
تنمية المنطقة بأشجار مثمرة:
تعتبر المنطقة التي تنتمي إليها بني بويلول من أضعف المجالات الجغرافية تنمية على صعيد الإقليم. يعود هذا إلى التهميش وفقدان الشغل وضعف في البنيات التحتية وغياب الخدمات الاجتماعية، إضافة لتضاريسها الوعرة وبعدها عن التنمية والحضارة. ونظرا لهذه الأسباب تفشت ظاهرة الهجرة إلى أماكن أخرى حضرية وشبه حضرية بحثا عن العمل والسكن اللائق يتوفر على مقومات الحياة الإجتماعية للعيش في أمن واستقرار، هكذا أصبحت القرية شبه مهجورة، تهدمت البيوت الفارغة، انجرفت المزارع المتخلي عنها. إنها أزمة عميقة متجذرة في هذه المنطقة النائية بسبب غياب البرنامج المندمج لتنميتها.
حالة الأراضي الفلاحية:
- الوضعية القانونية للأراضي: جماعية.
- مساحات محدودة للأراضي الصالحة للزراعية.
- صغر حجم الاستغلاليات والمنتوج ضعيف.
- الأراضي الجبلية قليلة الخصوبة.
- انجراف التربة.
- الهجرة والإهمال وعدم الاستغلال.
- وعورة تضاريس المنطقة وقساوة مناخها.
الحلول المقترحة:.
- تأسيس تعاونية أو تعاونيات فلاحية ليتمكن أعضاء مكتبها من التفاوض مع الجهات المعنية ومع مختلف الادارات العمومية.
- الالتزام بالقوانين المعمول بها للإستفادة من الاعانات التي تقدمها الدولة للفلاحين.
- إنتاج المزروعات التقليدية ضعيف جدا، فمن المستحسن استبدالها بأشجار مثمرة ملائمة لمناخ المنطقة.(البرقوق، الجوز، اللوز، التفاح).
- تقديم ملف الحصول على شتلات أشجار مثمرة إلى المصالح المعنية بالأمر.
- غرس أشجار مثمرة يعد حلا مفيدا للساكنة.
- العناية بالمساحات المغروسة وصيانتها لتحقيق الهدف المنشود.
- التشجير من وسائل المحافظة على الأراضي والوقاية من انجراف التربة.
- تأسيس تعاونيات فلاحية لتربية النحل وتسويق العسل.
- تجهيز التعاونيات بالمعدات الضرورية لتربية النحل ومستلزمات التلفيف والتعليب لتعزيز وتحسين طرق الإنتاج والتسويق.
بني بويلول في أحداث بقعة تازة (حقبة الاستعمار):
يقول الماريشال اليوطي: لقد فهمت بأن المساعي في هذه السياسة الاستباقية لم تؤت نتائجها المرجوة، لقد استنزفنا قوانا، يجب علينا أن نحيط بهذه الجبال بموارد كبيرة لا يستهان بها، الهدف الذي نقصده هو القضاء على هذا العش الخطير من الدبابير الذي شكلته هذه الجبال المتمردة، نحن لا نسعى إلى استعباد أو القضاء على هذا العرق الفخور (البربر) الذي يجب علينا احترامه، فهناك أمثلة من هذا النوع الإستعماري ولكنها ليست فرنسية، نحن نريد فقط إرساء النظام والأمن والسلام في كل أنحاء المغرب المفيد، المفيد بالمعنى الاقتصادي والسياسي والعسكري، لكن لم نحقق الهدف الذي نسعى إليه، لقد منعتنا هذه الروح الشرسة من استقلالية الأمازيغ، غرائزهم المغيرة على كل شيء ومفهومهم الغريب عن الشرف حالت دون ذلك.في عهد الحماية الفرنسية قسم المستعمر الفرنسي آيت اجليداسن إلى ثلاث جماعات: الصباب، بركين ورأس لقصر. ثم جعلها تحت نفوذ دائرة تازة التي تعد المركز الرئيسي للقيادة العامة للجهة بأكملها، وهذه المراكز الثلاثة جعلها قواعد عسكرية التي أطلق عليها اسم بقعة تازة العسكرية لصد المقاومين الذين كبدوه خسارة في الأرواح والمعدات.
ولعل هذا ما دفع بالجنرال اليوطي إلى القول: إن السيطرة على تازة لا تتم إلا بعد السيطرة على قبيلة آيت وراين، وفي سنة 1921 أعطى اليوطي الأسبقية المطلقة للعمليات العسكرية بآيت وراين مستعينا بقوات إضافية من الجزائر وجيوش من المستعمرات الإفريقية من السينغال وغيرها، حيث اعتمد على ما يعرف بسياسة الأراضي المحروقة، وقد أشرف عليها شخصيا واعطى أوامره بالقصف بالمدافع والطائرات للقبائل المتمردة، وفرض عليهم الحصار الاقتصادي والنهب، كما تم تنفيذ إعدامات جماعية على مرئي من الأهالي وحرق المحاصيل الزراعية وقتل المواشي. وقد أدت هذه العمليات الى السيطرة الكاملة على جميع القرى من ضمنها بني بويلول التي تعد آخر معقل في بقعة تازة خضعت بدورها للاستسلام في 24 يوليوز 1926م ودفعت 1200 قطعة سلاح. وحسب مجلة أفريقيا الفرنسية سنة 1913م فإن بني بويلول مكونة من 2 قصور يتألفان من 80 منزل، وبني سمينت وبني بورايس يحتويان على 50 منزل.
تلعب نساء الأطلس المتوسط دوراً مهماً خلال فترة الاستعمار، منهن من يخرجن جنباً إلى جنب مع الرجال ويحملن السلاح للقتال، ومنهن من يتابعن الأحداث ويخبرن المقاتلين من خلال مراقبة تحركات العدو وإمدادهم بالماء والغذاء، كما يلعبن كذلك دوراً مهماً في الضغط الإجتماعي والأخلاقي، يميزن الرجال الذين يسعون إلى الفرار من القتال بالحناء، لأنهم جبناء لا فائدة ترجى منهم، ومنهن من يطلبن الطلاق من أزواجهن الذين يرفضون القتال.(مجلة أفريقيا الفرنسية)
يعد المارشال ليوطي العدو الذي خطط بدهاء ومكر لاستعمار المغرب، وهو من وجهة نظر السكان المحليين إنه الفرنسي الخطير الذي عرفته شمال أفريقيا، لأنه يمتاز بدهاء وحكمة بالغة. كان يطلق جواسيسه في كل المناطق، يرتدي الجلباب والبرنوس كأنه يحب الإسلام والمسلمين، كان يعرف بحنكته في استمالة القلوب لأجل التهدئة وربح الوقت والسيطرة على المناطق المتمردة، وقد قام بتشكيل فكرة الطابع العنصري للأمازيغ، معتمدا على أسطورة السياسة البربرية الفرنسية مؤكدا من خلالها أنه يهدف إلى فصل الأغلبية العظمى من الشعب الأمازيغي عن الشعب المغربي من العرب بنية التفرقة والتنصير والإدماج والتكامل ليصبحوا فرنسيين مستقلين. (بيير فيرميرن)
بني بويلول كذلك من المناطق التي استهدفتها حملات تبشيرية يراد منها التخريب وهدم المجتمع، كظهور حركة البهلولي (El Bahlouli) التي تم القضاء عليها بقتله وحرق جثته بإغزران، كما تغلغل إلى منطقتها شخص يسمى الحاركْ (El Harek)، أقام فيها بطرق ملتوية مدعيا أنه لا يخشى شيئا وأنه هو المهدي المنتظر الذي سيبعث في آخر الزمان، وقد تمكن من تخدير عقول الساكنة بإصدار ورد خاص به وفرضه على أتباعه، وقد فتن كثيراً من الناس حتى تنازل البعض منهم عن أراضهم وبناتهم لصالحه، وقد تم تصفيته في آخر المطاف بسبب أفعاله المخالفة للإسلام، وهناك رواية أخرى تقول بأن شخص آخر تغلغل إلى المنطقة يسمى بَايْديرْ (Baydir)، يقولون إنه رجل مسيحي مضلل وساحر، مشعوذ وشرير، عديم الأخلاق، شعر رأسه كثيف متجعد وطويل، دخل إلى بعض القرى وجاب أزقتها، استعمل أساليب وأقوال غريبة لتغرير عقول الناس وإدخال الوسوسة في قلوبهم مدعيا أنه يمتلك الحكمة والقدرة على تحقيق كل شيء، وقد مكث مدة يزاول أفعاله المشينة قصد تغيير سلوك المجتمع وعاداته إلى أن اختفى وتوارى عن الأنظار، ربما قتل أو انتقل إلى مكان آخر.(م. ناجي)
حملات تبشيرية:
اعتمدت السوسيولوجيا الكولونيالية على إنتاج معرفة أولية للمجتمع المغربي، وذلك عبر تجنيد عدد كبير من المبشرين الدينيين والرحالة الباحثين، وقد تلخصت مهام هؤلاء المجندين في تقديم تقارير وصفية مفصلة عن حياة المغاربة ترصد طرق عيشهم ونظراتهم المختلفة للحياة عبر التقاط سريع للمعلومات، يد تستعمر وأخرى تقود حملة التبشير والتنصير، لم تسلم قبيلة بني بويلول وسائر القبائل الأخرى المغربية من حملات التبشير التي أطلقها المستعمر الفرنسي لزرع الفتنة والتضليل، يقول ماريشال ليوطي: لم أتمكن حتى الآن من إحكام القبضة على المغرب، إلا بفضل سياستي الإسلامية، إني متأكد من جدواها، وأطلب بإلحاح ألا يفسد علي أحد لعبتي، كانت تلك مقولة ماريشال ليوطي، أوردها الباحث دانيال ريفي صاحب كتاب ليوطي ومؤسسة الحماية الفرنسية بالمغرب، تشرح دواعي اعتماده السياسة الإسلامية بالمغرب، التي قامت على مبدأ التوقير والإحترام، تجاه كل ما يتعلق بالأهالي، مثل ديانتهم، وعاداتهم المحلية، ومؤسسات حكمهم، ومؤسساتهم الإجتماعية التقليدية٬ من قضاء وأحباس وتعليم، وكان الهدف من ذلك أن لا يشعروا بأنهم يعيشون مع الوجود الفرنسي قطيعة كاملة مع تقاليده، لهذا اعتمدت في تغلغلها الهادئ على محاباة العلماء وشيوخ الزوايا والشرفاء، بالنظر إلى الأدوار الإجتماعية التي كانت تلعبها تلك الفئات الإجتماعية، وهكذا تمكن إخضاع تحت إمرته السهول الأطلسية وجبال الأطلس المتوسط، وبذلك نجح في اعتماد سياسة جنبت فرنسا كثيرا من الخسائر البشرية والمادية عن طريق استمالته لكبار رجال الدين والقواد الذين أطلق أيديهم في مناطق شاسعة وسمح لهم باستغلالها حسب أهوائهم شريطة ضمان الأمن داخلها. (دانيال ريفي)يعد المارشال ليوطي العدو الذي خطط بدهاء ومكر لاستعمار المغرب، وهو من وجهة نظر السكان المحليين إنه الفرنسي الخطير الذي عرفته شمال أفريقيا، لأنه يمتاز بدهاء وحكمة بالغة. كان يطلق جواسيسه في كل المناطق، يرتدي الجلباب والبرنوس كأنه يحب الإسلام والمسلمين، كان يعرف بحنكته في استمالة القلوب لأجل التهدئة وربح الوقت والسيطرة على المناطق المتمردة، وقد قام بتشكيل فكرة الطابع العنصري للأمازيغ، معتمدا على أسطورة السياسة البربرية الفرنسية مؤكدا من خلالها أنه يهدف إلى فصل الأغلبية العظمى من الشعب الأمازيغي عن الشعب المغربي من العرب بنية التفرقة والتنصير والإدماج والتكامل ليصبحوا فرنسيين مستقلين. (بيير فيرميرن)
بني بويلول كذلك من المناطق التي استهدفتها حملات تبشيرية يراد منها التخريب وهدم المجتمع، كظهور حركة البهلولي (El Bahlouli) التي تم القضاء عليها بقتله وحرق جثته بإغزران، كما تغلغل إلى منطقتها شخص يسمى الحاركْ (El Harek)، أقام فيها بطرق ملتوية مدعيا أنه لا يخشى شيئا وأنه هو المهدي المنتظر الذي سيبعث في آخر الزمان، وقد تمكن من تخدير عقول الساكنة بإصدار ورد خاص به وفرضه على أتباعه، وقد فتن كثيراً من الناس حتى تنازل البعض منهم عن أراضهم وبناتهم لصالحه، وقد تم تصفيته في آخر المطاف بسبب أفعاله المخالفة للإسلام، وهناك رواية أخرى تقول بأن شخص آخر تغلغل إلى المنطقة يسمى بَايْديرْ (Baydir)، يقولون إنه رجل مسيحي مضلل وساحر، مشعوذ وشرير، عديم الأخلاق، شعر رأسه كثيف متجعد وطويل، دخل إلى بعض القرى وجاب أزقتها، استعمل أساليب وأقوال غريبة لتغرير عقول الناس وإدخال الوسوسة في قلوبهم مدعيا أنه يمتلك الحكمة والقدرة على تحقيق كل شيء، وقد مكث مدة يزاول أفعاله المشينة قصد تغيير سلوك المجتمع وعاداته إلى أن اختفى وتوارى عن الأنظار، ربما قتل أو انتقل إلى مكان آخر.(م. ناجي)
اعتاد سكان المناطق الجبلية على الحرمان والأخطار والأتعاب بجميع أنواعها.









