recent
أخبار ساخنة

قرية اتسيوانت السفلى

تقع قرية اتسيوانت السفلي في سلسلة جبال الأطلس المتوسط الشرقي، تنتمي إلى جماعة أولاد علي يوسف، قيادة أولاد علي، دائرة أوطاط الحاج، عمالة ميسور، إقليم بولمان. تتكون من دوارين هم آيت ويحـْـيان وتغروت. سكان آيت ويحـْـيان يطلق عليهم إسم تقليعت وإفران، سكان تغروت هم آيت قرموش. يعيش سكان القرية من موردين أساسيين هما زراعة الحبوب وتربية الماشية، إضافة إلى بعض الخضر وأشجار مثمرة منها التين والزيتون والرمان وقليل من المشمش. ومن أشهر النباتات البرية المنتشرة في منطقتها فهي الحرمل (harmel)، الكبار (câprier)، إكليل الجبل (أزير romarin)، أرماس (atriplex halimus)، الحلفاء (أري alfa)، تمماشت (tamarin)، أليلي (laurier rose)، تزكارت (jujubier)، تقبوشين (buissons) وغيرها. أما الحيوانات البرية، فإسم اتسوانت  الذي سميت به القرية فهو كذلك يطلق على طائر جارح لعله يكون العقاب الذي يعشش في الجبل أعلى القرية، الحجل البري، القبرة، الوطواط، الغراب، العصفور الدوري (أبرطال)، الخطاف،  "تجطيط انتمزييدا" (bruant du sahara) وهو طائر محلي غالبا ما يعشش في المساجد، الذئب، الثعلب، الضبع، أبو بريص، سحلية، الحرباء الثعبان (صاط) وغيرها.

إنها قرية جميلة تقع في أسفل اتسيوانت العليا، فمياه القرية منبعها من العيون المحلية وخارجها في أعلى الوادي، لكن مع الأسف هذه المياه غير كافية لاحتياجات الأراضي السقوية. لهذا لجئوا إلى طرق محلية اتفقوا عليها جميعا لتوزيعها حسب صبيب المياه وتدفقها. وفي وقت الوفرة يتم التصرف فيها بطريقة حرة. ففقهاء المساجد هم الذين أسندت إليهم مهمة توزيع مياه السقي على الفلاحين حسب مدة التوقيت المحددة لكل فلاح. كانوا يسهرون الليالي والتدقيق في عقارب الساعة لئلا يضيع أحد في حقه. يقومون بهذه المهمة بكل جد وإخلاص. الماء عنصر أساسي في حياة الإنسان. قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: «وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ »، صدق الله العظيم.

لكن مع الأسف، أحيانا تقع رعدة مطرية في أعالي الجبال ينتج عنها فيضان كبير يؤدي إلى إغراق وإتلاف كل شيء أمامه في المنطقة السقوية، وبقوة سيلانه يجرف بعض الأراضي والسواقي ويغطي الأخرى بالأتربة والحصى وخاصة منها عين قرضوض التي تعد المورد الأساسي لمياه الشرب والسقي للساكنة المحلية.


يدفعني شوقي أحيانا إلى هذه القرية الجميلة التي قضيت فيها مرحلة من العمر لا يستهان بها. كان مقر إقامتنا بآيت حدو لحسن زمن تولي والدي رحمه الله مهمة إمام مسجد تقليعت لمدة طويلة تفوق عشرين سنة. كنت صغيرا ألهو وألعب مع أصدقائي في الحقول وعلى ضفتي الوادي، كنا نقطف فاكهة التين من أشجارها (تيسغارين) التي تزخر بها المنطقة ونأكلها بجانب العيون (عين قرضوض، تلعينت عبد العالي، عين جاج)، اﻷﻳﺎﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﻴﻠﺔ في هذه القرية الجميلة. استمتعنا بخيراتها المختلفة من فواكه وألبان وأجبان. أهلها طيبون وكرماء لا يبخلون على أحد في شيء مما تجود به أراضيهم من خيراتها البسيطة. رحم الله من رحل منهم إلى دار البقاء وجعل البركة في عمر من بقي على ظهرها. لكن في هذه السنين الأخيرة تفشت فيها آفة الهجرة كباقي القرى المجاورة بسبب المشاكل الاجتماعية والنقص في الموارد الطبيعية. غادروا قريتهم إلى أماكن الاستقبال المجاورة لمنطقتهم وهي أوطاط الحاج وميسور، إنها تعد من المراكز الحضرية الوحيدة المعتمدة في المنطقة حيث تتمركز فيها جميع الخدمات. 








تزخر المنطقة بأشجار التين المثمرة ذات جودة عالية، إنها من الفواكه الصيفية بامتياز، تعطي أنواعا من الثمار
قابلة للتجفيف والتخزين على مدار السنة.

google-playkhamsatmostaqltradent