تتميز بني بويلول منذ زمن بعيد بطريقة منفردة وأصيلة في حفظ القرآن الكريم، توارثوها أباً عن جد، تتم هذه الطريقة داخل الكتاتيب القرآنية العتيقة المعروفة محلياً ب «تِخَرْبيشينْ» مفرد «تَخَرْبيشْتْ». إنها الحصن الروحي والعلمي لجميع مكونات المجتمع البويلولي بالنظر لما تقدمه من خدمات جليلة على مستوى تحفيظ القرآن الكريم وآداب المعاملة والدين الإسلامي.
طريقة التعليم والحفظ:
كانت بني بويلول قديماً أيام عزها ونشاطها تحتوي على سبعة (7) كتاتيب قرآنية، واحدة في دوار تاسشْتْ ملحقة بالمسجد، وستة في دوار أغْرَمْ أمَقْرَانْ، خمسة منها مرتبطة بدور الفقهاء الملقنين وواحدة منها ملحقة بالمسجد. تعتمد هذه الطريقة بكل بساطة على الإنصات والتركيز في كتابة آيات قرآنية بالحبر «سْـــمَـخْ» على الألواح الخشبية «تِلْويحينْ» مفرد «تَلْويحْتْ» وحفظها بعد تصحيحها من قبل الفقيه الملقن. يجلس الطلاب «إيمَحْتْرَنْ» مفرد «أمَحْتَرْ» داخل الكتاتيب مجلس القرفصاء على الحصير، وبكل حيوية ونشاط ينكبون كل يوم صباحاً ومساءً على تحفيظ القرآن الكريم مع مراجعته وتكرار كل ما تم حفظه لضبطه وترسيخه في الذاكرة «لَصْوارْ». إنهم يتلقون العلم القرآني على يد «الطالب» الذي يحظى بالإحترام والتقدير. فكانوا يلقنون أولادهم القرآن الكريم منذ نعومة أظافرهم وتحفيظه في سن مبكرة، وقد تمكن العديد منهم من حفظه وضبطه برسمه وشكله وأنصاصه، وتخرجوا فقهاء القرآن وصاروا أئمة المساجد في القرى القريبة والبعيدة خارج بلدتهم. كما أن القرآن الكريم له أثر إيجابي في التحصيل الدراسي لأبناء القرية.
أدوات الحفظ:
"تَلْويحْتْ جمع تِلْويحينْ": قطعة خشبية مسطحة يُكتب على ظهرها آيات قرآنية لكي تُـحفظ.
"سْـــمَـخْ": إنه حـِـبر أو مداد أسود يكتب به على اللوح مصنوع من فرو الغنم (طْفيزا) أو من قشر شجرة البلوط وكلاهما يتم خلطه مع قليل من الماء فيعطي النتيجة.
"تَادْوَاتْ": إنها قارورة معدنية أو زجاجية يوضع فيها (سْـمَـخْ) وهو المداد أو الحبر المعد للكتابة.
"الصّلْصَالْ": إنه حجارة بيضاء توضع في الماء لتذوب وتصبح مادة التي يُـدهن بها اللوح (تَلْويحْتْ) لتبييضه وليتمكن الطالب من الكتابة عليه.
"لَقـْـلَـمْ": وهو قلم مصنوع من القصب بطريقة تُبيح للطالب الكتابة بسهولة على اللوح (تلْويحْتْ).
بني بويلول قرية القرآن والدين أنت مسقط رأســـــــــيبني بويلول قرية الأصالة والشرف حبك دوماً في دمــي