زمن الأوبئة
شهد تاريخ البشر عدة أوبئة أزهقت أرواحا كثيرة مما قتلته الحروب العسكرية، تنتشر بسبب كائنات حية غريبة من جراثيم، فيروسات، فطريات أو طفيليات، تنتقل العدوى من أجسام إنسانية وحيوانية مصابة بالعدوى إلى أخرى عن طريق الملامسة أو إفرازات أو أطعمة وسوائل ملوثة، إضافة إلى عوامل بيئية ملوثة بأي من هذه الكائنات. إنها أوبئة خطيرة تتطور وتتجدد وتصيب جميع المخلوقات الحية على وجه اﻷرض من إنسان وحيوان ونبات.
في أواخر دجنبر 2019 ظهر فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19» في مدينة ووهان التي تقع في وسط الصين وتعتبر من المدن الصناعية بامتياز، يتراوح عدد سكانها أكثر من 11 مليون نسمة، إنها من المدن المشهورة في تجارة اﻷحياء البرية، نشأ هذا الفيروس في حيوان ثم انتشر إلى البشر في سوق كبير (هوانان) للحيوانات والمأكولات البحرية، حسب عربي بوست، إنه سوق محلي تقليدي فوضوي وقذر لبيع وأكل لحوم الحيوانات من دواجن وأسماك وزواحف وخنازير وقطط وكلاب وكل حيوان يدب على اﻷرض حيا أو ميتا، وقد حدد العلماء المناطق الرطبة التي تؤدي إلى أمراض جديدة أبرزها جنوب الصين، تسود فيها تجارة الحيوانات البرية اليومية واﻷنهار المليئة بالمجاري والصرف الصحي، يصطادون ويغسلون فيها، إنه وعاء خلط كبير لمسببات اﻷمراض حسب وصف الخبراء، إن شغف الصينيين بأكل لحوم اﻷحياء البرية قد يكون سبب انتقال فيروسات للبشر. والله أعلم.
هناك عدة أسباب تجعل الصينيون يأكلون كل الكائنات الحية من حيوانات وحشرات ونباتات:
- بدعوى أنها سبب انقاذهم من المجاعات الكبرى التي عاشوها في الماضي.
- سكان الصين يزدادون باستمرار، المواليد تزداد كل يوم بالملايين.
- يعتمدون على كل ما تقدمه الطبيعة من كائنات حية.
- يعتبرون بأنها تمنحهم قوة وشبابا دائما وتقيهم من عدة أمراض كالسرطان وغيره.
- إنها قائمة متنوعة من لحوم مختلفة تعد طعاما شعبيا يتغذون منها.
- حسب معتقداتهم، إنها عادة وتراث لا يمكن الاستغناء عنه.
تعلق الصينيون بهذه العادات وتعودوا على أكل اﻷحياء البرية رغم كل اﻷمراض التي تسببها بدعوى أنها سبب انقاذهم من المجاعات الكبرى التي تعرضوا لها في الماضي، وخاصة تلك التي يحكيها لهم آباؤهم وأجدادهم ما زالت حاضرة وراسخة في ذاكرتهم وأصبحت تراثا ومعتقدا يتمسكون بها. يقولون بأن كل إجراء لمنع أكل هذه اللحوم تتعارض مع تقاليدهم، فالحيوانات البرية جزء مهم من المطبخ الصيني، يأكلون كل الكائنات الحية التي تمشي فوق اﻷرض أو تطير في الجو أو تعوم في الماء، إضافة إلى الحشرات والنباتات، إنها عادات غذائية غريبة تعد لغزا محيرا للعالم.(عربي بوست)
ونظرا لهذه الوضعية دعت مجموعة من العلماء الصينيين الحكومة لتنظيم اﻷسواق والسكان للتوقف عن أكل الحيوانات البرية، كما أن كثافة السكان في الصين والحركة البشرية مع تعاطيهم للمحرمات تؤدي إلى سهولة انتقال العدوى من شخص لآخر، وقد دعت جمعية حماية الحياة البرية مقرها بنيويورك إلى فرض حظر عالمي على البيع التجاري لأحياء البرية ﻷنها مصدر تفشي اﻷوبئة. وقد سبق أن أغلقت الصين أسواق الاتجار في الحيوانات البرية ثم أعيد فتحها ﻷسباب غير معروفة بدون اجراءات السلامة، ومن هذه اﻷسواق خرج فيروس سارس ويتبعه في الوقت الحاضر فيروس كوفيد 19 الذي انتقل وانتشر بسرعة رهيبة في العالم بأسره.
حسب عربي بوست فإن معظم الأوبئة أتت من الصين، حسب الآراء المتضاربة يقول بعضهم : “إن نهاية العالم قد تأتي من أسواق الصين”، قد يبدو هذا التعليق مبالغا به، ولكن العلماء منذ سنوات يطرحون هذا السؤال، لماذا تأتي معظم الأوبئة من الصين؟، وها هو السؤال يزداد إلحاحا مع تفشي فيروس كورونا في الصين وانتقاله لبلدان أخرى، إذ إن أغلب موجات الفيروسات التي هددت العالم كله خلال السنوات الماضية مثل فيروس سارس وأنفلونزا الطيور وكوفيد 19 جاءت من الصين، والله أعلم.
فيروسات كورونا هي فصيلة كبيرة من الفيروسات التي قد تسبب المرض للحيوان والإنسان، وهناك دراسة تفيد بأن عدد من الفيروسات تعيش في أمعاء اﻷحياء البرية، وقد أكد الدكاترة بأن هناك ارتباط بين فيروس كورونا وأكل الثعابين والخفافيش، وغالبا ما تبحث الثعابين عن الخفافيش في البراري لأكلها، وهذا ما جعل هذا الفيروس ينتقل من الخفافيش عن طريق إفرازاته كالبراز والبول إلى حيوانات أخرى كالثعابين ثم إلى الإنسان، تسمى هذه الفيروسات بحيوانات المنشأ، لأنها تنتقل من الحيوانات إلى البشر، وهكذا ما أكده الخبير في علم الفيروسات مارك هاريس بأن هناك بعض اﻷدلة على استمرار الإصابة بفيروسات كورونا من الحيوانات، خصوصا فيروسات الموجودة في الخفافيش.
يثير تفشى فيروس كورونا هلعا كبيرا مع اتساع رقعته في العالم، احتار الناس وانتابهم الذعر والقلق، أصبح الكل يتكلم عن هذا الوباء الذي يزداد توسعا، إنه القاتل الصامت، قلب حياة البشر رأسا على عقب، حول أمنها رعبا وهلعا، يحصد كل يوم أرواحا كثيرة، إنه الفيروس التاجي الجديد يتحدى السيطرة ويتحول إلى جائحة بسبب سرعة انتشاره على الصعيد العالمي، الواقع الذي نعيشه حاليا لم يسبق له مثيل، لقد كشف هذا الفيروس عن عجز عالمي غير متوقع في مواجهته، ومع انتشار هذا الوباء بسرعة بات اﻷمر يتعلق بصحة العالم بأسره، هناك خوف حقيقي على مستقبلنا نتيجة ما نستقبله من أحداث خطيرة، ندعوا الله السلامة.
يثير تفشى فيروس كورونا هلعا كبيرا مع اتساع رقعته في العالم، احتار الناس وانتابهم الذعر والقلق، أصبح الكل يتكلم عن هذا الوباء الذي يزداد توسعا، إنه القاتل الصامت، قلب حياة البشر رأسا على عقب، حول أمنها رعبا وهلعا، يحصد كل يوم أرواحا كثيرة، إنه الفيروس التاجي الجديد يتحدى السيطرة ويتحول إلى جائحة بسبب سرعة انتشاره على الصعيد العالمي، الواقع الذي نعيشه حاليا لم يسبق له مثيل، لقد كشف هذا الفيروس عن عجز عالمي غير متوقع في مواجهته، ومع انتشار هذا الوباء بسرعة بات اﻷمر يتعلق بصحة العالم بأسره، هناك خوف حقيقي على مستقبلنا نتيجة ما نستقبله من أحداث خطيرة، ندعوا الله السلامة.
الإعراض عن شريعة الله والإستهتار بالقيم الإنسانية يؤدي إلى عواقب وخيمة، وقد حدد الاسلام الطيبات من المأكولات والمشروبات فأحلها وحرم الخبائث، إنه ابتلاء من الله بسبب الوقوع في المحرمات، الإنغماس في الخبائث وكثرة الفواحش يعطينا إحساسا بعدم اﻷمن والخوف من الذي يصعب علينا توقعه من المستقبل المجهول.
حوادث وأمراض وأوبئة مصدرها الإختلال في التوازن البيئي، أفعال انسانية متهورة أدت إلى تلوث المياه والهواء والتسمم في المواد الغذائية، التلوث البيئي من أخطر الكوارث التي نواجهها في هذا العصر، نحن نعيش في بيئة مليئة بالملوثات، حسب ما جاء في الاحصائيات، فإن حوالي ثلث مجموع اﻷمراض في العالم تسببه عوامل بيئية، تغير كل ما هو موجود في هذا الكون بفعل الانسان ، فلا يبقى كل شيء على حاله، تغيرت الطبيعة وما فيها من كائنات حية، أقوام كثيرة غيرت ما بأنفسها ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. قال الله سبحانه وتعالى: «إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ».
يقول أحد الخبراء بأن هناك فرضية أن يكون فيروس كورونا جزءاً من حرب بيولوجية، الصينيون يتهمون الولايات المتحدة بأنها من نشرت الفيروس في إطار حربها الاقتصادية على الصين، وأمريكا من جهتها توجه اللوم والاتهام إلى الصين بأنها سبب انتشار هذا الفيروس نتيجة أبحاثها السرية في تطوير أسلحة بيولوجية، قد يكون خطأ مخبري، وهذا مستبعد، والله تعالى أعلى وأعلم.
قد يكون عقاباً من الله ضد السلطات الصينية بسبب اضطهادهم لأقلية مسلمي الإيغور ولو انتشر هذا الوباء في العالم، ولم لا ؟. «سألت أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها النبي عليه الصلاة والسلام، يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال نعم، إذا كثر الخبث»، وجاء في الحديث النبوي، «يا معشر المهاجرين خمسٌ إذا ابتليتم بهنّ، وأعوذ بالله أن تدركوهنّ لم تظهر الفاحشة في قوم قطّ حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم...»، والله أعلم.
جرت سنة الله سبحانه وتعالى في عباده أن يعاملهم بحسب أعمالهم، من أسباب هلاك اﻷمم كثرة الفساد والخبث والذنوب والمعاصي، قال سبحانه وتعالى: «ظهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ»، وقال أيضا: «وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ».
تفشى هذا الوباء بسرعة مقلقة الذي يواصل حصد الأرواح كل يوم وانتشر في العالم كما تنتشر النار في الهشيم، له أثر ووقع كبير على النفوس البشرية، نحن في حرب شرسة مع هذا العدو المجهول الذي لا نراه، يحيط بنا من جميع الجوانب أينما كنا وارتحلنا، حيرنا وأقلق راحتنا، نشر الخوف والرعب في قلوبنا، فرض علينا الاقامة الجبرية، عزلنا عن محيطنا الخارجي، استسلم العالم أمام هذا الكائن الخفي وألقى جميع الدول في مرماه وخاصة القوى الكبرى وكبدها خسائر بشرية ومادية جسيمة، إنه أكبر تحدي يواجهه العالم بعد الحرب العالمية الثانية، الكل في مواجهته بمختلف اﻷجهزة البشرية واللوجستية والطبية، لم تسلم منه حتى الطواقم الطبية، أصبحت المستشفيات تقترب من حد العجز عن استقبال المزيد من المصابين، إنه فيروس خطير عابر للقارات، تعددت أسماؤه وغابت أدويته، تطور وصمد وتحدى السيطرة رغم التقدم الطبي، وهذا مع اﻷسف ونحن نعيش في ما يسمى باﻷلفية الثالثة زمن الصناعي والعلمي المتقدم.
لم تقتصر عواقب فيروس كورونا على الأضرار الصحية فقط بل امتدت أيضا إلى الاقتصاد العالمي والسياسي والاجتماعي، ضرب كثيرا من قطاعات مختلفة للدول، وليس من السهل التنبؤ بحجم الخسائر التي ستتكبدها، كما أثر بشكل كبير على النشاط العملي بفقدان الوظائف ومناصب الشغل، إنها أسباب متعددة تنذر بأن العالم سيقع في حالة من الركود الاقتصادي.
لم تقتصر عواقب فيروس كورونا على الأضرار الصحية فقط بل امتدت أيضا إلى الاقتصاد العالمي والسياسي والاجتماعي، ضرب كثيرا من قطاعات مختلفة للدول، وليس من السهل التنبؤ بحجم الخسائر التي ستتكبدها، كما أثر بشكل كبير على النشاط العملي بفقدان الوظائف ومناصب الشغل، إنها أسباب متعددة تنذر بأن العالم سيقع في حالة من الركود الاقتصادي.
أحداث تتجلى فيها قدرة الله، إنها آية من آيات الله ليتعظ العاقل ويتجاهل الغافل حول ما نشاهده حاليا من أحداث مؤلمة بالصوت والصورة، بالله عليكم كيف ترون هذه الظاهرة العالمية؟، إنها إشارة الخطر تتطلب منا الوقوف والنظر في ما يجري حولنا من مصائب لا حصر لها، الروح الانسانية في عالم اليوم تواجه تهديدات خطيرة من هذا العدو الفتاك الذي لا يرحم، إنه إنذار إلهي للانسان بسبب كثرة المعاصي، قال ربنا وتعالى: «واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة».
سلاحنا هو الثقة بالله والتوكل عليه والصبر على قضائه وقدره، سلاحنا هو الرجوع الى الله بالتوبة الخالصة والتوكل عليه والاستغفار من الذنوب والاقلاع عن المعاصي، نعمل بما أمرنا الله به ونبتعد عن كل ما نهانا عنه، اتقوا الله يا عباد الله، التقوى هي الدرع الحصين من كل شر، إنها البنية التحتية الاسلامية للفرد والمجتمع، علينا بالصلاة والدعاء والاستعاذة من هذا الوباء فى ظل الحالة العامة التى يعيشها العالم، الإنسـان لا يـدري ما هو آت ولا يـدري مـا اللـه قـاض فيـه، القضاء قد يكون خيرا وقد يكون شرا، الإيمان بالقدر خيره وشره، فالمرض من الله والشفاء من الله، الموت من الله والحياة من الله، إنها من الثوابت الدين الإسلامي، قال سبحانه وتعال: «وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».
سلاحنا هو الثقة بالله والتوكل عليه والصبر على قضائه وقدره، سلاحنا هو الرجوع الى الله بالتوبة الخالصة والتوكل عليه والاستغفار من الذنوب والاقلاع عن المعاصي، نعمل بما أمرنا الله به ونبتعد عن كل ما نهانا عنه، اتقوا الله يا عباد الله، التقوى هي الدرع الحصين من كل شر، إنها البنية التحتية الاسلامية للفرد والمجتمع، علينا بالصلاة والدعاء والاستعاذة من هذا الوباء فى ظل الحالة العامة التى يعيشها العالم، الإنسـان لا يـدري ما هو آت ولا يـدري مـا اللـه قـاض فيـه، القضاء قد يكون خيرا وقد يكون شرا، الإيمان بالقدر خيره وشره، فالمرض من الله والشفاء من الله، الموت من الله والحياة من الله، إنها من الثوابت الدين الإسلامي، قال سبحانه وتعال: «وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».
تعددت الآراء واختلفت المواقف حول أسباب ظهور هذه الكارثة العالمية، نحن لا نعلم الحيثيات التي أدت إلى ظهورها، لقد كثرت التأويلات والتخمينات وكل يدلي بدلوه في ما يقصده ويراه سببا حقيقيا، نحن لا ننحاز إلى توجه معين أو إلى رأي خاص، وقد تأتي عنها اﻷجوبة الشافية في المستقبل بحكمة الله وقدرته، والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم.
علينا اﻷخذ بأسباب الوقاية والالتزام بالتعليمات والاجراءات الاحترازية الصادرة عن الجهات المختصة بمملكتنا العزيزة، الحاجة إلى روح الوطنية في هذه الظروف الحرجة وتجديد ثقافة التضامن بين الافراد وداخل المجتمعات وبين الدول لمحاربة هذا الوباء الخطير الذي روع العالم بأسره، نحن متفائلون وسننتصر بقدرة الله عليه بتضامننا والتزامنا التام بالتعليمات التي أقرتها الحكومة لمنع انتشاره، ولما كانت الوقاية خيرا من العلاج، فعلينا أن نخلق في أنفسنا مناعة ضد كورونا بضرورة البقاء في البيوت أفضل وسيلة للوقاية منه، يجب علينا أن نعمل بأسباب الوقاية على أعلى مستوى وأخذ الاحتياط في حق النفس وعدم تعريضها للتهلكة، قال سبحانه وتعال: «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلكة».
علينا أن نتجنب التحيز والتعصب ولا نحقد أحدا، أن نعرف مدى التدمير الذي يحدثه التفكير الخاطئ، أن نحذر لكي لا نصبح أعداء أنفسنا، أن نكون نافعين ﻷنفسنا ولمجتمعنا ولوطننا، أن نكون عناصر فعالة في وطننا بالقول والفعل لمصلحتنا العامة، الوطن هي أرضنا التي نعيش فيها، تحفظ فيها كرامتنا وحقوقنا، علينا أن نتمسك بقوة التضامن والوحدة لنتجاوز هذه الظروف الحرجة بأقل الخسائر.
لا ننسى الأعمال والجهود المستمرة التي يقوم بها القائمون والمشرفون على عملية تدبير اﻷزمة جزاهم الله عنا خير الجزاء لا تذهب سدى، يعملون ليل نهار للسهر على صحة المواطنين التي هي صحتنا جميعا، إنها أولى اﻷولويات التي بادر بها ملك البلاد حفظه الله ورعاه، بعزيمتنا وتضامننا وصبرنا سيُكتب لنا النصر قريبا إن شاء الله.
يعتبر هذا الفيروس درسا وموعظعة لنا جميعا، قال سبحانه وتعالى: «فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ»، إنه درس وعبرة لمن ألقى له السمع وله قلب سليم، آيات الله تتعاقب في هذه السنين اﻷخيرة، لكن مع اﻷسف لم تلق آذان صاغية ولا قلوب واعية ولا ضمائر حية بسبب التمادي في المعاصي، إذا لم يسلك عقل الانسان سواء السبيل فسيغرق لا محالة، علينا النظر إلى مستقبلنا وإعادة ترتيب أمور الحياة بكيفية عقلانية، تنظيمها يرتكز على مراجعة النفس وتصحيح مسارها لتساير الحياة على أحسن حال، وبذلك تتحقق العدالة والاحترام المتبادل والتعايش السلمي والحقوق المشروعة في العيش الكريم واﻷمن والاستقرار والطمأنينة.
اللهم اكشف عنا من البلاء والوباء والأمراض ما لا يكشفه أحد غيرك، اللهم اصرف عنا من البلاء والوباء والأمراض ما لا يصرفه أحد غيرك، اللهم ادفع عنا من البلاء والوباء والشدائد والمحن ما ظهر منها وما بطن من بلدنا ما لا يدفعه أحد غيرك، اللهم اجعل بلدنا آمنا مطمئنا إنك علي كل شيء قدير.
إن رحمة الله وسعت كل شيء، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ، وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً، فَتَدَاوَوْا، وَلَا تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ»، وقال أيضا: «ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء». وجاء في الدعاء، عن أنسٍ رضِى الله عنه أَنَّ النبى صلى اللهُ عليه وسلَّم كان يقولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ وَالجُنُونِ وَالجُذَامِ وَمِنْ سَيِّئِ الْأَسْقَامِ»، وقال أيضا: «اللهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الْأَعدَاءِ»، اللهم الطف بنا في ما جرت به المقادير، اللهم احفظ ملكنا وبلدنا وسائر البلدان من كل بلاء ومكروه، آمين والحمد لله رب العالمين.
«سنة الله في خلقه»

