تقع بني بويلول في سفح جبل بوناصر الأطلس المتوسط الشمال الشرقي، تنتمي منطقتها إلى ما يسمى المغرب العميق، نظرا لتضاريسها الوعرة ولبعدها عن التنمية والحضارة، يعاني سكانها من الهشاشة والتهميش وقلة الشغل وضعف في البنيات التحتية وغياب المواصلات والخدمات العمومية، تمر عليها عدة أزمات لا يمكن حصرها في المشاكل البيئية المتعلقة بقسوة الطبيعة وطبوغرافية المنطقة وعوامل التعرية، بل تتعداها إلى عناصر مهمة أساسية وهو عدم وجود موارد مادية للتغيير نحو استراتيجية تنموية مستديمة، يعود ذلك لتراكمات مشاكل السكان وقضاياهم، هذا طبعا بسبب التهميش المتواصل الذي تسلط عليهم منذ استيطانهم في هذه المنطقة الوعرة، لذا نجد الفلاح البويلولي يوجه منتوجه الفلاحي إلى الاستهلاك الذاتي ليحقق له ولو نسبة قليلة من الأمن الغذائي، يعيش من تربية الماشية والزراعة التي تنتج له الكفاف اليومي. ولهذا السبب يغادر قريته إلى أماكن أخرى للعمل لتعويض النقص الحاصل من المداخيل وضمان الضروريات المعيشية.
العمل السائد داخل الوسط القروي هو الفلاحة، إنه مهنة مركبة من عنصرين أساسين يتقاسمها ما هو زراعي وحيواني، يشترك فيها جميع أفراد العائلة، الفلاح القروي له علاقة وثيقة مع الأرض التي ينتمي إليها، إن هذه العلاقة الروحية لا تنفصل عنه ما دام على قيد الحياة، ارتبط بأرضه ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا باعتبارها المورد الرئيسي الدائم للساكنة المحلية، إنها علاقة تقليدية قائمة ودائمة بينه وبين أرضه، الارتباط بين أفراد القبيلة كذلك تسوده علاقات إجتماعية مبنية على التعاون والتضامن والصبر والتسامح، يعيشون في بيئة بسيطة تشوبها عدة أتعاب ومشقات لا حصر لها.
تقوم الأسر بعدة أنشطة متنوعة من أعمال معيشية وتربوية وتضامنية، تشارك فيها جميع أفراد الأسر حسب نوع العمل والسن والجنس، إنها أنشطة متنوعة تهم الفرد والمجتمع تساهم في المدخول الأسري، ورثوها أبا عن جد منذ قديم الزمان وتعودوا عليها في حياتهم اليومية، إنها أعمال أسرية تساهم في الحفاظ على الهوية الثقافية.
أنشطة فلاحية:
أعمال تهيئة الأراضي الفلاحية، نشر الأسمدة الطبيعية على الأراضي المروية، الحرث التقليدي للأراضي الفلاحية البورية والمروية، البذر اليدوي للحبوب المحلية، زراعة الحبوب بأنواعها المحلية، زراعة الخضراوات بأنواعها المحلية، زراعة النباتات العلفية، زراعة الأشجار المثمرة، أعمال الصيانة، أعمال السقي، إزالة الأعشاب الضارة، جني الخضر والفواكه، الحصاد اليدوي للحبوب، النقل والدرس وتصفية الحبوب، طحن الحبوب في المطاحن التقليدية، تربية الأبقار المحلية، تربية الأغنام والماعز المحلية، العناية بالبغال التي تعد طاقة حيوانية للجر والنقل، استخراج الألبان والزبد ومشتقاتها، جز الأغنام والماعز للإنتفاع بالصوف والشعر، تربية الدواجن المحلية، جلب أعلاف الماشية من المزارع والغابات، قيادة المواشي إلى الحصائد والمراعي القريبة والبعيدة صيفا وشتاء، استغلال الإنتاج الزراعي والحيواني للإستهلاك الذاتي، جلب الأعشاب الطبية والعطرية والغنية بالألياف، إنها أنشطة فلاحية متعددة ومتعبة.
النسيج التقليدي:
تهيئة الصوف للنسج، صنع يدوي للخيوط الصوفية المعدة لمختلف المنسوجات المحلية، صنع يدوي للملابس والأفرشة والأغطية والزرابي والجوارب والحبال وغيرها.
النجارة:
القطع والنشر والنجر اليدوي للخشب، صنع يدوي للألواح والصفائح من الخشب، صنع يدوي لمنتجات من الخشب المستعملة لأغراض منزلية وغيرها، صنع يدوي للأعمدة والسواري والأبواب والنوافذ وغيرها، صنع يدوي لأجباح النحل التقليدية صنع يدوي للمحاريث الخشبية ومستلزماتها.
الطبخ:
تحضير أنواع مختلفة من المأكولات المحلية، تحضير أنواع المشروبات المحلية، تحضير حطب الطهي والتدفئة من الغابة، تحضير الماء من العيون في القرب لأغراض منزلية.
الزواج:
حفلات الأعراس التقليدية.
الدين:
قراءة الحزب، الأذكار والأمداح النبوية، الاحتفال بالأعياد الدينية.
التعليم:
التعليم الابتدائي، التعليم القرآني.
مختلفات:
صنع يدوي لمنتجات من جلود الغنم والماعز كقرب الماء واللبن وغيرها، صنع يدوي لمنتجات من الحلفاء كالأحذية والكسكاس والسلال وأواني أخرى منزلية وفلاحية، صنع فحم الخشب لأغراض خاصة، صنع حبر (السمق) لكتابة آيات فرآنية على الألواح الخشبية، صنع منتجات فخارية لأغراض منزلية، صنع يدوي لأنواع الرحى التقليدية اليدوية والمائية ومستلزماتها، صنع يدوي لبعض المجوهرات والحليّ المقلدة، بيع بعض المنتجات الفلاحية ورؤوس الغنم والماعز في الأسواق المجاورة والتبضع منها، أنشطة النقل السري للمسافرين والبضائع. ممارسة أنشطة غير فلاحية كفقهاء المساجد والتجارة وغيرها، مزاولة أنشطة أخرى خارج القرية لتكملة المداخيل وضمان الضروريات المعيشية، مغادرة القرية والهجرة نحو أماكن أخرى للعمل والاستقرار، رياضة المشي في نزهة إلى الغابة والجبال وقممها، إعداد وجبات الأكل خارج القرية، ممارسة بعض الألعاب الترفيهية وغيرها.
أعمال اجتماعية:
التطوع لخدمة المحتاجين، التعاون والتضامن في خدمة الأراضي الفلاحية وغيرها، إطعام المساكين وأبناء السبيل، أداء الزكاة وأجرة فقيه المسجد والراعي وغيره، القيام بالعادات واحترام التقاليد والأعراف المتعودة عليها في إطار الاحترام المتبادل.
يعيش سكان بني بويلول في بيئة بسيطة تشوبها عدة أتعاب ومشقات لا حصر لها.

