recent
أخبار ساخنة

المأكولات الطبيعية:

 

تعتبر منطقة بني بويلول من أهم المجالات الغنية والمتنوعة من حيث الموارد الطبيعية، إنها من المناطق الجبلية الغنية بالغطاء النباتي، تحتوي على عدة أشجار غابوية ونباتات طبيعية، كما تحتوي على أعشاب طبية وعطرية وتجميلية، إضافة إلى أشجار عفوية مثمرة وأنواع أخرى مختلفة من نباتات مستوطنة، تزين تلالها وهضابها ووديانها وشعابها الجبلية، تفوح منها رائحة طيبة منعشة، تسعد الزوار، ينشرح لها الصدر ويطيب بها الخاطر. تتميز كذلك بمناظر طبيعية متنوعة التي تعد أبرز وجهة سياحية للسكان المحليين الذين هاجروها إلى أماكن أخرى، لكن شوقهم وحنينهم يزداد دائما إلى هذه القرية البسيطة التي مكنتهم من الحفاظ على لغتهم وثقافتهم وعاداتهم، كلما ابتعدوا عنها يشدهم الشوق والحنين إلى الذكريات الجميلة التي قضوها في ربوع منطقتها الخلابة، هكذا نجد البعض منهم يعودون إليها بعد ترميم بيوتهم وتجهيزها بالطاقة الكهربائية والمائية وحافظوا عليها بشكلها القديم حتى صارت صالحة للإقامة، يأتون إليها كلما سنحت لهم الفرصة للترويح عن النفس، ليتمتعوا بأجواء التخييم والمشي وتسلق الجبال، ليقضوا أوقاتا رائعة في أحضان الجبال والتلال وتحت أشجار الغابة المتنوعة التي تعج بها المنطقة، وليستمتعوا بأجوائها المنعشة المطبوعة بالسكينة والهدوء والهواء النقي التي تمنحهم متعة النزهة والتجوال واستكشاف جمال الطبيعة والتضاريس الجبلية.

يساهم الغطاء النباتي في توفير الأعلاف والألياف والوقود والخشب إضافة إلى المنتجات الأغدية والطبية والعطرية، يساعد في تنظيم المناخ وإنتاج الأوكسجين. يحول دون تدهور التربة عن طريق تثبيتها للحفاظ على مخزون المياه الجوفية والحد من التعرية الناتجة عن تأثير المياه السطحية، تعد الأشجار العفوية المثمرة من أنواع الأشجار الأصلية المحببة لدى السكان الأصليين، لأنها توفر لهم الطعام كما توفره كذلك للحيوانات والطيور والحشرات، الغطاء النباتي بصفة عامة يفيـد البيئـة وسائر مكوناتهـا الحيـة وغيرها.

التنوع النباتِي يخدم سلامة النظام الغذائي في القرى الجبلية، النباتات البرية تشكل عنصرا مهما في المطبخ القروي الأصيل، وغالبا ما يتم إدخالها في قائمة طعامهم. يرتكز النظام الغذائي في المناطق الجبلية على المنتجات العضوية والأطعمة الموسمية. تتميز بني بويلول بالمنتجات الغذائية الطبيعية التي لا تحتوي على أي مواد كيماوية، لأنهم يعتمدون على النمط القديم في الزراعة. المنتجات الطبيعية أو البيولوجية تحتوي على عناصر مهمة ومفيدة للإنسان من فيتامينات ومعادن وغيرها، تكون أكثر نفعا من حيث القيمة الغذائية وصحة وأماناً على جسم الإنسان. المنتجات الطبيعية لا تقتصر على المزروعات فقط بل أيضا على تربية الماشية. يهتمون بتربية الأغنام والماعز في المراعي الطبيعية  لتوفير الأجبان والزبد وكافة المشتقات من الحليب بطريقة طبيعية وصحية. 

سبحان خالق الخلق الذي جعل في الإنسان نوعين من الغذاء، الغذاء الجسدي والغذاء الروحي. تحيا الروح وتستمد غذائها من المعدن الروحي وهو كلام الله. القرآن الكريم هو الغذاء الروحي والعلمي للمجتمع البويلولي. إنه الحصن الروحي لجميع مكونات المجتمع من تحفيظه وآداب المعاملة والدين الاسلامي. بني بويلول معروفة بتعلقها بهذه الشعيرة الروحية والدينية والإيمانية على امتداد تاريخها. إنه كلام الله الذي يتلى آناء الليل وأطراف النهار. لكن مع الأسف، في الوقت الراهن ذهب كل شيء مع أدراج الرياح، اختفى كل شيء. فجل الأعراف المتداولة قديما لم يبق لها أثرعلى الساحة البويلولية بسبب عوامل البيئة والهجرة وغيرها. 

لكل مجتمع أطعمة وأكلات خاصة به سواء تعد داخل البيوت أو خارجها في الطبيعة، هذا ما نجده في قرية بني بويلول، يخرجون من بيوتهم في جو معتدل إلى الغابة والمزارع ليقتاتوا من كل ما توفره لهم البيئة وما ﺟﺎدت ﺑﻪ أراﺿﻴهم من فواكه وخضر وأعشاب طبيعية، يقبلون على تناول الغذاء الصحي في الطبيعة قرب مياه العيون الذي يتضمن معظم مكوناته من خضروات ورقية وفواكه أشجار طبيعية خالية من مواد كيماوية، وبحكم الارتباط اليومي المباشر بالطبيعة، فقد كان طعامهم لا يخلوا من بعض الأعشاب والنباتات التي تستعمل في العلاج أو لتنسيم المأكولات والمشروبات، أما الفواكه الموسمية فكانت تستعمل في وقتها طازجة، كل شيء يستعمل بمنطق البساطة في أرض البساطة، النباتات الجبلية المحلية لها فوائد متعددة على الكائنات الحية، وقد كان الأولون يعتمدون عليها في التغذية والعلاج والوقاية من الأمراض.


تتميز بني بويلول بكرم الضيافة وطيبة أهلها، تسود بينهم الروابط الإجتماعية القائمة على مبدأ المساعدة والتعاون والتراحم، يعيشون حياة بسيطة مبنية على العادات المتوارثة والقيم الإسلامية، إعداد وجبات الأكل وتقاليد استهلاكها تخضع لظروف الطبيعة والحالة الاجتماعية للساكنة، تؤثر عليها عدة عوامل منها بيئية وثقافية ودينية وتاريخية، الأرض والبيئة لهما تأثير مهم في التنوع الغذائي وأوقات استهلاكه، يحافظون على تقاليدهم وموروثهم الثقافي في نمط العيش البسيط واللباس والأكل والسكن والقيم الإسلامية. يتصارعون مع الطبيعة القاسية لأجل ضمان قوتهم ومشربهم وملبسهم بالطابع المحلي المتسم بالمحدودية والبساطة والقناعة. لكن في هذه السنين الأخيرة تبدلت الأحوال وتغيرت معها العادات الغذائية للأسر بسبب الهجرة وعدم الاستقرار. 

تحضر الأغذية التقليدية المعتادة من المكونات الأساسية للمنتج الغذائي المحلي النباتي أو الحيواني، يستخدم في طبخها الحطب، ترتبط بتاريخ المنطقة وبيئتها، تقدم الأغذية اليومية المعدة داخل البيوت على ثلاث وجبات تسمى محليا: أَمْشْلِي، التّوعِيفْ، أَمْنْسِي (الفطور، الغداء، العشاء)، ومن العادات البويلولية المتوارثة أنهم لا يتناولون الطعام إلا جماعة وخاصة وجبة العشاء (أَمْنْسِي) التي يتم تأخيرها حتى يحضر الجميع، لذلك يتحلق أفراد الأسرة حول طبق واحد تمتد إليه الأيادي، وغالبا ما يكون طبق من الكسكس (أبلبول). البركة والرضا في الموجود والقناعة بما رزقهم الله، يعتبر أمْنْسِي (العشاء) الوجبة الأساسية التي يحضر فيها جميع أفراد الأسرة لتبادل أطراف الحديث ومناقشة الأمور المتعلقة بمصلحة العائلة، وفي النهار يقومون بمزاولة أعمالهم اليومية، كل واحد منهم يقوم بالمهمة المنوطة به حسب عامل السن والجنس والعمل. إنها أعمال مختلفة روتينية كالرعي والحرث والجني والسقي وجلب الأعلاف والحطب والماء وغيرها، يعتمدون على ما ورثوه عن أسلافهم من طرق ووسائل زراعية تقليدية لأجل الإنتاج المحلي والاستهلاك الذاتي، يعتمدون على الزراعة وتربية الماشية، يوفرون حاجياتهم بكثير من العناء والصبر والانسجام، هكذا نجدهم منسجمين مع طبيعة أرضهم وظروف حياتهم المعيشية.

أنواع المأكولات الطبيعية:

فواكه أشجار مثمرة:

البرقوق المحلي (برقوق): من الأشجار الأصلية المنتشرة في المنطقة، تنتج فاكهة مغذية وصحية، تحتوي على مجموعة متنوعة من الفيتامينات مفيدة لصحة الإنسان.


الجوز المحلي (تدجوزت): من الأشجار الأصلية القليلة في المنطقة، شجرة تنتج فاكهة غنية بالدهون الصحية والألياف والفيتامينات والمعادن الهامة لجسم الانسان.


التفاح: من الأشجار الملائمة لمناخ المنطقة أعطت إنتاجا لا بأس به، شجرة تنتج فاكهة تساعد على صحة العظام وأداء الجهاز التنفسي والهضمي والوقاية من عدة أمراض خطيرة.


اللوز: شجرة تنتج فاكهة تحتوي على العديد من الفيتامينات مفيدة لصحة الانسان. تعد من أشجار حديثة الزراعة في المنطقة.


الخوخ: شجرة تنتج فاكهة تحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن المهمة لجسم الانسان.


العنب (أطِيل): شجرة قليلة في المنطقة تنتج فاكهة تحتوي على فيتامينات ومواد غذائية مفيدة لجسم الانسان.


التوت البري بنوعيه (تابغا تبرشانت وتابغا تزكاخت): وهي شجيرات من فصيلة الورديات، تنتج ثمارا صغيرة حمراء وسوداء تحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات.



إيرغيس (باللهجة المحلية): وهي شجيرة شوكية من نوع النباتات الطبية المنتشرة كثيرا في المنطقة، ثمارها مفيدة لعدة أمراض والتهابات جسدية. أشواكها الحادة تسبب قروحات في منطقة الفم والشفتين للماشية التي ترعى منها.


الزعرور البري (أدمام): وهي شجرة شوكية من النباتات الطبية، تنتج توتا أحمر تسمى محليا أدمام.


القطلب (باخنو): وهي شجيرة تعطي ثمارا حلوة تسمى باللهجة المحلية باخنو، ثمارها وأوراقها مفيدة لصحة الإنسان.


التين (تَزارْت): هي من أشجار العفوية الموجودة في المنطقة من نوع "الدكار"(caprifiguier)، تنتج فاكهة تحتوي على حبوب اللقاح (الدكار) ولا تنتج التين الصالح للاستهلاك.

حبوب طبيعية:

الذرة المحمصة (توريفت ندرا): وهي حبوب الذرة التي يتم تحميصها بطريقة جيدة مع نثر قليل من الملح عليها أثناء الأكل.

       

      

أكواز الذرة المشوية (تشبالين): تقطف الأكواز الطازجة المفضلة من حقول الذرة ثم تشوى فوق الجمر داخل البيوت أو قرب مياه العيون، طعمها لذيذ وتعتبر من الأغذية الصحية، تحتوي على فيتامينات ومعادن مفيدة لجسم الإنسان.   


حبوب الصنوبر والقمح المحمصة (توريفت نْتزنين): وهو خليط من حبوب أكواز الصنوبر الطازجة والقمح الذي يتم تحميصه فوق نار هادئة ثم يقدم للأكل. (أكواز= تيزومْبْيين) (الصنوبر= تايْدا).


سنابل القمح الصلب الطازجة المحمصة (إيزلفن): وهي تحميص حبوب سنابل القمح الصلب الخضراء الطازجة فوق نار هادئة لتصبح جاهزة للأكل.


خضر وأعشاب طبيعية:

اللفت البلدي الطازج في الفرن (إفورن): وهو فرن صغير من الطين والحجر الذي يتم إشعاله من الداخل إلى أن تشتد حرارته، ثم يفرغ من الجمر والرماد لتوضع بداخله كمية من اللفت البلدي الطازج ويرد عليه التراب، وبعد مدة من الوقت يستخرج اللفت الناضج الذي يعتبر مذاقه من الأكلات اللذيذة في المنطقة، يحتوي على فيتامينات مفيدة لجسم الإنسان.

لَبْقول (باللهجة المحلية): تحضر هذه الأكلة من خليط بعض الأعشاب الطبيعية الغنية بالألياف الغذائية والفيتامينات (فصة، تيغيغشت، تيفاف، تالما، إيلس أوفوناس، بلعمام وغيرها).




سَلَطة (شلاضا): يتم تحضيرها من خليط البصل والطماطم الطازجة ممزوج بقليل من الماء وزيت الزيتون والخل والكامون.


أعشاب طبية والتنسيم:

النعناع البلدي المحلي: نبات متوسط النمو ومفيد لصحة الانسان، يتميز بأوراقه الخضراء ورائحته الطيبة، يستعمل النعناع الطازج والمجفف في مشروب شعبي ساخن ومنعش لتنسيم الشاي (أتاي سالنعناع=أتاي بالنعناع).


الشيح، الزعتر، فليو: من الأعشاب الطبية والتنسيم.




تيمرويين، السالمية: من الأعشاب الطبية.



نباتات النظافة والتجميل:

صمغ شجرة الأرز (تيشلا إيديل): تستعمل كعلكة (أسلغاغ) طبيعية صالحة للمضغ، إنه مكون طبيعي يحتوي على فيتامينات مفيدة لجسم الإنسان.


ألزاز: عشبة طبيعية تستعملها النساء في تنعيم وتجميل الشعر.


السواك (دجوز): وهي قشور وأوراق شجرة الجوز (تدجوزت) تستعمل كسواك طبيعي لتنظيف الأسنان والفم بصفة حسنة.



النباتات الطبيعية لها فوائد متعددة على الكائنات الحية في التغذية والعلاج والوقاية من الأمراض.

google-playkhamsatmostaqltradent